استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في قصر الصخير هذا اليوم الشاعر محمد هادي الحلواجي الذي قدم لجلالته ابنه علي ، وذلك بمناسبة تخرجه من جامعة مانشيستر متروبوليتان تخصص إدارة الموارد البشرية.

وقد ألقى الشاعر محمد هادي الحلواجي قصيدة أمام جلالة الملك المعظم:



غنّيتُ باسمك أجمل الألحانِ

وَوقفتُ وَقفا في هواك بياني

وكتبتُ أبياتي على صفحاتها

بالروح بالإحساس بالوجدانِ

أنا شاعرٌ غنّى هواك قصيدةً

أسمى من الكلمات في الميزانِ

حسبي إذا قالو انتسبْ في محفلٍ

جاوبتُ مفتخراً بكلّ كياني

وشمختُ معتدّا بنبرةِ أحرفي

فلقد علمتَ بأنّني بحراني

بحرٌ من الحبّ الكبير أذعتُهُ

وكذلك البحر المحيط لساني

لمْ أرتقِ الأعوادَ إلاّ حلّقتْ

لغتي بمدحكَ في رُبى التبيانِ

والشعرُ أجنحةٌ تحلّق بالهوى

والحبّ بين مشاعرٍ ومعاني

وتكاد أحرفُهُ تبوح بسرّهِ

منْ خمرةِ الإبداع كالنشوانِ

تنسابُ كالماءِ الزلال نميرهُ الـ

عذب المروّي غُلة الظمآنِ

أتلمسُ المعنى الجميلَ كأنّهُ

شخصٌ أراه مجسدا ويراني

وأكاد أحضنه وألثم خدّهُ

فرحا بذكركَ يا أبا سلمانِ

يا منْ إليه شددتُ رحْل قصائدي

وحملتُ كلّ مشاعري وجَناني

وعلمتُ إنّ الشعر باسمك يزدهي

ويتيه من فخرٍ على الأقرانِ

وإلى رحاب الجود يقصد كلّ منْ

دارتْ عليه طوارق الحدثانِ

وإليهِ يهوي كلّ منْ ضاقتْ بهِ

أيّامُهُ ليكونَ في اطمئنانِ

والضيف مهوى الضيف جودك والندى

فَلَهُ تسير قوافل الركبانِ

وقصائد الشعراء تقصد ظلّهُ

وتذوب فيه محبةً وتفاني

أنتَ الأب الحاني الذي لظلالِهِ

ورحابِهِ يأتي الضعيف العاني

لله أنتَ وإن أطلتُ قصائدي

لمْ توفِ حقَّ الفضل والإحسانِ

وأرى قصيديَ عنْ مديحكَ عاجزاً

مهما أطلتُ .. أحسّ بالنقصانِ

وبكلّ يومٍ لو نظمتُ قصيدةً

لمْ تبدِ بعضَ البعض من عرفاني

يبن الأرومة من أوال وربّما

خان البيان مشاعر الولهانِ

منْ لهفةٍ لم يدرِ كيف يصوغها

والشعرُ قد أضحى بلا شيطانِ

ويعيد تكرار الحروف كأنّهُ

يسترجع الماضي من الأزمانِ

ويريد لو يقوى على استرجاعهِ

ويكون حصرا في اللقاء الثاني

يوم البديّع يا لها من لحظةٍ

لمّا ارتقى (الجوزاء) في اللمعانِ

( سرْ في طريقك) لم تزلْ أصدائها

في كلّ زاويةٍ وكلّ مكانِ

هي روح أبياتي التي غنّيتها

ولها مقام السبق في الميدانِ

ما زلتَ أذكر لفتةً أبويّةً

منْها كَسَبْتُ لدى الفخار رهاني

وغمرتني يا سيّدي بمهابةٍ

وأُشيرَ لي من يومها بِبَنانِ

إنّي لأشكر موقفا لمْ أنْسهُ

وما ولنْ يُطوى مع النسيانِ

سأظلّ أذكره بكلّ قصيدةٍ

حتّى يُجمّلَ ذكرُهُ ديواني

آليْـتُ أن أبقى أرددهُ لكيْ

يبقى صداه يرنُّ في الآذان

وأعدتَ شعريَ في هواك قصيدةً

عصماءَ كالطغراء في الأذهانِ

غرّاء واضحة الحروف قد اكتستْ

بولائكمْ تبدو لكلّ عيانِ

فاقبل أبا سلمان صدق مشاعرٍ

تأبى البقاء بعالم الكتمانِ

لمْ ترض إلاّ أنْ تطوّح في المدى

بالصوتِ والإلقاء والإعلانِ

لتكون تاريخا يدوّنُ حبّكمْ

في الناس.. إنّ الشعر كالبرهانِ

فقصيدةٌ في الناس يخْلُدُ ذكرها

تغنيكَ عنْ ألفٍ من استبيانِ