رائد البصري



إن الذوق العام خلق إنساني جميل، وتبرز من خلاله الأخلاق الحسنة عند المتحلي به فتظهر آثاره ومظاهره على سلوك صاحبه، وتعامله الحسن مع الآخرين مما يكون محل تقديرهم واحترامهم وثنائهم الجميل عليه.

وللذوق العام مظاهر وقواعد عامة، نشير إلى بعضها مما يرتبط بالسلوك الاجتماعي ويتلخص بالنقاط التالية:

- المحافظة على النظافة العامة: من أبرز مظاهر الذوق العام المحافظة على النظافة العامة سواء في الأكل والشرب، سواء كان في المسكن أم في الشارع العام، أم في المرافق العامة، أم عند الكورنيش، أم في الحدائق العامة.. وليس من الذوق العام إلقاء القمامة والأوساخ في الشوارع العامة، أو رميها من السيارات في في الطرقات العامة، أو رمي مخلفات البناء في الشوارع، أو في الحدائق والمتنزهات العامة، أو في شواطئ والبحر؛ مما يتسبب في تلويث البيئة وتوسيخ الأماكن العامة، وتوسيخ الأماكن العامة.

- لبس الملابس اللائقة، من قواعد ومظاهر الذوق العام أيضاً لبس الملابس اللائقة: بأن تكون الألبسة نظيفة وجميلة، وطاهرة، وألا يكون اللباس لباس شهرة، وعدم تشبه الشباب بلباس الفتيات أو تشبه الفتيات بلباس الشباب، ومراعاة القيم والأخلاق والذوق في اختيار الألبسة والملابس واجتناب لبس الألبسة القبيحة والمثيرة للذوق العام، والشخصية المسلمة.

- الكلام الطيب من الذوق العام أيضاً: التحدّث بالكلام الطيب والمفيد والنافع، والكلام بهدوء، وعدم رفع الصوت بقوة أثناء الكلام، وعدم السرعة.

في الكلام أو البطء الشديد، واختيار الألفاظ الجميلة والمهذبة، والتكلم بلباقة، وعدم الإطالة في الكلام، وتجنب الكلام البذيء والفاحش.

- آداب المجالس: من آداب الذوق العام للمجالس: الإنصات للآخرين والاستماع لهم، وعدم مقاطعتهم حين الكلام، وعدم الإجابة عن سؤال وجه لغيرك، وعدم تصدر مجلس غيرك بالكلام، والحرص على إعطاء الآخرين حقهم في الكلام، والانصراف حال انتهاء وقت المجلس من دون أي تأخير!

- الالتزام بالوقت من الذوق والأدب: التعود على احترام الوقت، ومراعاة أوقات الآخرين، والالتزام بدقة المواعيد بدقة في المواعيد، وعدم زيارة أحد من دون موعد و سابق معه ؛ وفي ذلك دلالة على الوعي بجوهر الزمن في الحياة لما له من قيمة لا تقدر بثمن، فالوقت هو الحياة، فلا تبدده فيما لا يفيد ولا ينفع.

- احترام الآخرين من القواعد المهمة في الآداب والذوق العام التي ينبغي على كل فرد الالتزام بها: ألا تغلق طريقاً عاماً بسيارتك، ولا تزعج أحداً بدراجتك النارية، ولا ترم أوساخاً في الشارع، ولا تؤذ جيرانك برمي مخلفات منزلك أمامهم، ولا تنشغل بهاتفك النقال أو تتحدث مع من يكون بجانبك أثناء إلقاء الخطيب لكلمته، ولا تدخن في مجلس عام أو في دورات المياه فتؤذي الآخرين بفعلك السلبي، ولا تتصل بأحد في أوقات غير مناسبة كمنتصف الليل أو أوقات الراحة والنوم أو عند أوقات الصلاة إلا للضرورة القصوى.

فهذه الآداب الذوقية الراقية وغيرها يجب احترامها والتشجيع عليها حتى تتحول إلى ثقافة عامة وسلوك عام حفاظاً على الذوق العام للمجتمع، وترسيخ الآداب العامة بما يؤدي إلى ولادة مجتمع متحضر وراقٍ.