على ضوء البلاغ عن حادث نفوق الأسماك في قناة المعامير، توجه المختصون في المجلس الاعلى للبيئة يومي الخميس والجمعة (23 و 24 أبريل 2020) للوقوف على الظاهرة، ودراسة أسباب النفوق واجراء التحاليل اللازمة لجودة مياه البحر.



ومن خلال النتائج الأولية اتضح أن الأسماك النافقة هي من نوع (الجواف) وهي من الأسماك الصغيرة، كما أن هناك تغير في لون مياه البحر إلى اللون الأحمر او البني المخضر، مما يدل على وجود ازدهار طحلبي أو ما يعرف بـ (المد الأحمر) في قناة المعامير، وهذا ما أكدته نتائج الرصد المستمر من قبل مفتشي المجلس الأعلى للبيئة قبل عدة أيام من حدوث النفوق.



وتحدث ظاهرة المد الأحمر لعدة أسباب مجتمعة، أهمها ما يعرف بالإثراء الغذائي من خلال زيادة العناصر المغذية مثل الفوسفات والسيلكات والنترات.



وتعتبر محطة معالجة المياه في خليج توبلي أحدى المصادر الرئيسية لهذا الاثراء الغذائي خاصة عندما تفوق كميات مياه الصرف الصحي القدرة الاستيعابية للمحطة. كما ان من الأسباب المحفزة لظاهرة المد الأحمر هي درجة الحرارة المناسبة وضحالة المياه وبطء حركة التيارات البحرية، وهذا هو واقع قناة المعامير حيث يلاحظ ضحالة المياه بسبب تراكم الطين على مدى أكثر من عقدين، وكذلك ضيق منافذ الجهتين الشمالية والجنوبية من قناة المعامير، مما يؤدي إلى ركود المياه وحدوث المد الأحمر، بالإضافة إلى ان المد الأحمر يسبب اختناق للأسماك، حيث يستهلك الاكسجين الذائب في الماء في الليل بسبب عملية التنفس للطحالب، وعندما تعبر أسراب الأسماك هذه المناطق فإنها تتعرض للاختناق بسبب تدني مستوى الاكسجين إلى أدنى مستوى له، ومن ثم يحدث النفوق.



من جانب آخر رصد المجلس الأعلى للبيئة زيادة نسبية في بعض الملوثات مثل نسبة الأمونيا والبكتيريا البرازية وهي احدى نتائج مياه الصرف الصحي مما تساهم في زيادة الضغط على البيئة البحرية وفي نهاية المطاف تلعب دورا مساعدا في نفوق الأسماك.



وبدوره قام المجلس الأعلى للبيئة ومنذ اللحظة الأولى بالتواصل مع الجهات المعنية لإزالة الأسماك النافقة حفاظا على نظافة المنطقة وسلامتها من انتشار الروائح الكريهة وانتشار الأمراض.