اختُتمت فعاليات القمة العربية الثالثة والثلاثين المنعقدة في البحرين ببيان ختامي، عبّر عن التمسّك بالثوابت العربية تجاه مستقبل المنطقة، والترتيبات الأمنية بها، حيث جاءت هذه القمة في توقيت يحمل عدداً من الأحداث الملتهبة في المنطقة العربية، وفي مقدمتها الحرب الإسرائيلية على غزة، لتؤكد القمة في بيانها الختامي على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة، وخروج جميع القوات الإسرائيلية من القطاع، وفتح جميع المعابر لمرور المساعدات الإنسانية، وتكاتف الدول العربية لحشد موقف دولي داعم لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعيش في أمان في دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتأكيد على الوصاية الأردنية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وأن تتمّ الدعوة إلى مؤتمر دولي لحلّ القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين برعاية الأمم المتحدة. وعلى مستوى القضايا التي تهدّد الأمن القومي العربي كان الأمن المائي العربي جزءاً من مخرجات القمة وأخذ حيّزاً من الاهتمام، حيث أكدت القمة على أن الأمن المائي العربي جزءٌ لا يتجزّأ من الأمن القومي العربي وهو ما يعني أن أمن مصر والسودان المائي المهدّد هو محل اهتمام العالم العربي وأن الدول العربية تدعم هذه الحق، في إطار القواعد الدولية التي تصونه والاتفاقيات المبرمة ذات الصلة الخاصة بالمجاري المائية الدولية. وفي هذا الإطار أيضاً أكدت القمة على ضمان حرية الملاحة البحرية في المياه الدولية، وهو الأمر الذي تحميه قواعد القانون الدولي واتفاقيات قانون البحار، في ظل وجود تهديدات للملاحية البحرية في البحر الأحمر. وفيما يتعلّق بالقضايا الأمنية وحالة سباق التسلّح التي تشهدها المنطقة، أكدت القمة على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل من أجل حماية الأمن والاستقرار فيها مع الوضع في الاعتبار حق الدول في امتلاك الطاقة النووية للاستخدامات السلمية، وهي الدعوة التي أطلقتها الدول العربية منذ عقود من الزمان. كما أكدت القمة على ضرورة مدّ جسور التعاون الاستراتيجي مع كافة التكتلات الاقتصادية الدولية، وبناء شراكات استراتيجية لتحقيق المصالح العربية في إطار الاحترام المتبادل، ومن المنتظر أن تكون هناك آليات فعالة لتنفيذ ومتابعة هذه المخرجات من أجل موازنة الدور العربي في المنطقة والتأثير على المسرح الإقليمي والدولي بما يصون مقدرات الأمن القومي العربي.
ختاماً: قد حظيت استضافة البحرين للقمة العربية بتقدير واسع من قِبَل الزعماء العرب والمجتمع الدولي. ونهنئ مملكة البحرين بنجاح القمة الـ33 حيث أثبتت المملكة قدرتها على تنظيم حدثٍ هامٍ من هذا النوع، مما يعكس مكانتها المتميّزة في المنطقة العربية.