وليد صبري




* "حزب الله" آلة عسكرية إرهابية موجهة إيرانياً ضد البحرين ودول الخليج


* إجراءات دول الخليج لحماية سيادتها وشعوبها ومقدراتها

* الطبقة السياسية في لبنان عميلة والرهان على الشباب والأغلبية الواعية

* النظام الإيراني يتوغل داخل لبنان بضرب الوحدة الوطنية

* وزراء إعلام وخارجية لا يمثلون الدولة.. فمن يمثل الحكومة اللبنانية؟!

* الحديث عن نظام دولة في لبنان أبعد ما يكون عن الواقع


استنكر الكاتب والمحلل السياسي د. محمد مبارك جمعة تبريرات المسؤولين في لبنان حول الهجوم الذي يشنه وزراء في الحكومات اللبنانية السابقة أو الحكومة الحالية على دول مجلس التعاون الخليجي، بين فترة وأخرى، باعتبارهم أنهم لا يمثلون الحكومة اللبنانية مستائلاً باستغراب "إذا كان وزراء الخارجية والإعلام في لبنان لا يمثلون الحكومة.. فمن يمثل الحكومة اللبنانية إذن؟!، موجهاً سؤالاً محورياً يحدد طبيعة العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي، قائلاً: "من يحرر لبنان من احتلال إيران؟!".

وأضاف في الندوة التي نظمتها "الوطن" عبر تقنية الاتصال المرئي، بعنوان "أزمة لبنان مع دول الخليج.. الأسباب والنتائج والحلول"، أن الإجراءات التي اتخذتها دول مجلس التعاون الخليجي بشأن سحب سفراء دول الخليج وطرد سفراء لبنان ووقف الواردات، كلها لتسجيل موقف، وإن كانت غير كافية، لأنه في الواقع لا توجد حكومة مستقلة في لبنان، ولا يمكن أن يخرج علينا وزير إعلام أو وزير خارجية ويتحدث بشكل من عدم النضج والإسفاف وتجهيل الحقائق وتغليب للطرف المعتدي وجعله هو المظلوم ومن يدافع عنه".

وأوضح د. جمعة أنه "من التبريرات غير المنطقية ما يقال إن تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول حرب اليمن وهجومه على دول مجلس التعاون الخليجي كانت قبل تنصيبه وزيراً، لكن الوزير اللبناني تشبث بموقفه وأمعن في ذلك".

واعتبر د. جمعة أن "الرهان الآن على الشعب اللبناني وعلى الشباب اللبناني"، لأنه من وجهة نظره "باتت الطبقة السياسية في لبنان عميلة".

وتابع "حتى لو تحدثنا عن رئيس الجمهورية ميشال عون فإن "حزب الله" يحميه وهناك شراكة بين رئيس الجمهورية والحزب من أجل استمرار لبنان على ما هو عليه، وبالتالي نحن نتساءل: "هل الشباب اللبناني والقوى السياسية الواعية في لبنان تستطيع أن تفرض واقعاً مختلفاً في ظل وجود حزب يرفع السلاح في وجه الدولة ويحمي إيران في الداخل، ويهدد كل من ينتقده ولو حتى بالحديث والكلام".

وأوضح أن "لبنان أمام معضلة كبيرة، ودول مجلس التعاون الخليجي من واجبها في الواقع أن تتخذ الإجراءات الكفيلة بحماية سيادتها وشعوبها ومقدراتها ولكن سوف يبقى لبنان بعيداً عن عمقه العربي والاستراتيجي وبعيداً عن العلاقات المثمرة التي من شأنها أن تساعد الشعب اللبناني على التنمية والتقدم والازدهار، وفي ذات الوقت تساعد على حفاظ لبنان على علاقات طيبة مع جيرانه".

وقال إنه "في النطاق الضيق ربما يكون "حزب الله" هو المسؤول الأول عن أزمة لبنان مع دول الخليج، لكن في النطاق الأوسع والأشمل، تعد إيران هي المسؤول الأول عن تلك الأزمة، لأن الإرادة مسلوبة في لبنان فيما يتعلق بمفهوم نظام الدولة الصحيح والقانوني، فهناك حزب يسيطر على مراكز صنع القرار في الدولة، وفي المقابل، توجد عملية سياسية أقرب ما تكون إلى كونها صورية سواء من خلال الحكومة الحالية أو من الحكومات السابقة التي يسيطر عليها حزب الله، وهذا يعد امتداداً مباشراً لسيطرة إيران على الدولة اللبنانية من خلال حزب الله حيث تسيطر إيران على مفاصل صنع القرار في الداخل اللبناني".

وأشار د. جمعة إلى أن "هذا الوضع أدى إلى تدهور علاقات لبنان مع دول الخليج ومع مجموعة كبيرة من الدول العربية، ربما لا يتم تسليط الأمر إعلامياً عليها".

وذكر أن "حالة انعدام الدولة في لبنان بسبب عدم قدرة الدولة على السيطرة على مفاصل صنع القرار، والعناصر الأساسية والأركان الأساسية للدولة مثل الجيش والشرطة والقضاء، نتج عن ذلك، عدم قدرة لبنان على التواصل مع الدول الأخرى".

ولفت إلى أن "الحديث عن لبنان الدولة بالشكل الطبيعي والاعتيادي والتقليدي أبعد ما يكون عن الواقع، وبالتالي نحن نتحدث عن نظام سياسي يسيطر عليه النظام الإيراني بشكل كامل وتام، ولا توجد إرادة قادرة على صنع اختلاف بحيث أدى ذلك الوضع إلى خروج لبنان من عمقه الاستراتيجي".

وأوضح أن "النظام الإيراني يسيطر على مفاصل الدولة اللبنانية بشكل تام وكامل، ولا توجد إرادة قادرة على استقلال لبنان، بحيث يعمل وفق منظومة إقليمية وعربية، وبالتالي نجد أن لبنان يخرج من عمق المحيط الخليجي والعربي، ويدخل إلى المدار والأفق الإيراني، ولم يعد لبنان في ظل هذه الظروف قادرا على أن ينسج علاقات طبيعية ولا يتوقع أن تكون هناك علاقات طبيعية من الجانب الآخر".

ونوه د. جمعة إلى أن "النظام الإيراني توغل داخل العمق اللبناني واستطاع ضرب الوحدة الوطنية وإمكانية إيجاد حكومة مستقلة قادرة على إدارة الدولة بعيداً عن التوجهات الحزبية، وفي الوقت ذاته، يتولى "حزب الله" حماية إيران في الداخل ويسعى الأمين العام لحزب الله إلى تأسيس دولة في لبنان على غرار الجمهورية الإسلامية في إيران كما أعلن من قبل!".

وقال "هناك من يقول إن تصريح قرداحي كان قبل تنصيبه وزيراً ثم بعد ذلك أمعن في تشبثه بالموقف، ويخرج من يبرر بأنه لا يمثل حكومة لبنان، ثم يتكرر الأمر مع وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب الذي عرضت له تسريبات يسيء فيها بشكل واضح لدول مجلس التعاون الخليجي ثم يخرج علينا مرة أخرى من يقول إنه أيضاً لا يمثل الحكومة اللبنانية.. فإذا كان وزراء الإعلام والخارجية في الحكومة اللبنانية لا يمثلون الحكومة اللبنانية.. فمن يمثل الحكومة اللبنانية إذن؟!!

وتساءل د. جمعة "إذا كان في لبنان لا يوجد حكومة مستقلة، فلماذا تتغاضى دول الخليج عن الاعتداءات والإساءات المتكررة من وزراء ومسؤولين في لبنان؟!".

وقال "بتنا نؤمن بأن هناك بين فترة وأخرى من يدفع مسؤولين لبنانيين إلى الإدلاء بتلك التصريحات من أجل تأجيج التوتر وقطع العلاقات بين لبنان ودول الخليج".

وفيما يتعلق بالحلول لتلك الأزمة القائمة، أوصى د. جمعة "بضرورة محاصرة حزب الله ومن يدور في فلك إيران إعلامياً على المستوى الإقليمي والدولي وإلقاء الضوء على التوغل الإيراني في الدولة اللبنانية بشكل مكثف وإبراز مدى خطورة تلك القضية".

وشدد على "ضرورة أن تكون هناك رسائل إعلامية مكثفة ومزعجة، على المستويين الإقليمي والدولي، لإيران ولـ"حزب الله" تكشف فداحة القضية".

وشدد على "ضرورة استنهاض القوى الصامتة في لبنان، خاصة مع فقدان الأمل في الطبقة السياسية الموجودة حالياً، والتي إما أنها عميلة أو أنها عاجزة لا تستطيع أن تتخذ قراراً، وبالتالي لابد من دعم الأغلبية الصامتة وتوجيه خطاب إعلامي لاستنهاضها".

وقال إنه "من الضروري أن تكون هناك إجراءات تزيد الضغط على "حزب الله" لاسيما وأنه يعتبر آلة عسكرية إرهابية توجه إرهابها تجاه دول الخليج خاصة من خلال خطابات حسن نصرالله، ولابد أن يكون هناك إمعان في الإجراءات لوقف إرهاب حزب الله تجاه دول الخليج، نحن نتحدث عن آلة عسكرية إرهابية في لبنان تعمل ضد دول الخليج ميدانياً، وحسن نصرالله في كل خطاب يوجه جزءاً للحديث عن البحرين، ويرسل المقاتلين إلى اليمن لضرب السعودية، وإدخال المتفجرات والأسلحة والكيماويات إلى البحرين، والخلايا التجسسية والإرهابية في الكويت".