جرى تداول الليرة التركية بالقرب من مستوى قياسي منخفض بعد أن وصلت إلى 20.70 للدولار بعد افتتاح الأسواق الأوروبية، الأربعاء، وسط حالة شح في السيولة، لتواصل خسائرها بعد فوز الرئيس رجب طيب أردوغان في انتخابات الرئاسة ليدخل حكمه عقده الثالث.

وتراجعت الليرة إلى 20.70 للدولار بحلول الساعة 0830 بتوقيت غرينتش، بحسب بيانات "رويترز"، مسجلة تراجع بأكثر من واحد بالمئة عن مستواها في نهاية تعاملات الثلاثاء عندما سجلت 20.42 للدولار. وضعفت قيمة الليرة بالفعل منذ منتصف مايو على خلفية اتجاه السياسات الاقتصادية بعد الجولة الأولى من الانتخابات.

وهوت الليرة أكثر من تسعة بالمئة منذ بداية العام وخسرت أكثر من 90 بالمئة من قيمتها على مدار عقد، مع مرور الاقتصاد بموجات من الازدهار والكساد ونوبات التضخم المرتفع.



وبحسب مذكرة أعدّها محللو مورغان ستانلي، فإن "العملة التركية قد تتراجع إلى 26 لكل دولار واحد، في وقت أقرب مما كان متوقعاً في وقت سابق، لتقترب من الـ 28 ليرة لكل دولار بحلول نهاية العام الجاري، ما لم يكن هناك تغيير في السياسات المُتبعة".

كما قال الخبير الاقتصادي في الأسواق الناشئة في ويلز فارغو، بريندان ماكينا: "لدينا نظرة متشائمة للغاية بشأن الليرة التركية نتيجة احتفاظ أردوغان بمنصبه بعد الانتخابات". ويتوقع أن تصل الليرة إلى مستوى 23 ليرة مقابل الدولار بنهاية الربع الثاني، ثم 25 ليرة في وقت مبكر من العام المقبل.

ويتبنى الرئيس التركي نهجاً "غير تقليدي" من أجل الحد من ارتفاع معدلات التضخم، وذلك من خلال معدلات الفائدة المنخفضة.

وقد ترك ذلك النهج الأسواق خاضعة لمزيج "لا يمكن التنبؤ به" من اللوائح والتدخلات الخاصة، مع اتخاذ تدابير جديدة بشكل غير رسمي وبصورة متكررة، بحسب بلومبيرغ.

من ناحية أخرى، أظهرت بيانات رسمية، أن الاقتصاد التركي سجل نموا بـ 4 بالمئة في الربع الأول هذا العام، متجاوزا التوقعات قليلا.

وجاء النمو على الرغم من تداعيات الزلازل المدمرة التي تعرض لها جنوب البلاد في فبراير.

وأظهرت بيانات من معهد الإحصاء التركي أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول زاد 0.3 بالمئة عن الربع السابق على أساس معدل موسميا ووفقا لاعتبارات التقويم.

وتوقع استطلاع لرويترز نمو الاقتصاد 3.9 بالمئة في الربع الأول. كما توقع الاستطلاع نموا 2.8 بالمئة لعام 2023 بالكامل.