بلومبرغ


أسعار الشقق تزيد بوتيرة قياسية وسط طلب قوي
زيادة الطلب في المناطق الثانوية بفضل الأسعار المعقولة
العملاء يفضلون الدفع نقداً ويشترون مساحات أصغر
بدأ الانتعاش في سوق العقارات السكنية في دبي في الانتشار ليصل إلى أطراف المدينة، حيث بلغت أسعار المشروعات الفاخرة في المناطق الرئيسية مستويات قياسية.

تشهد المدينة، التي تمتد الأحياء الأكثر رواجاً فيها بالتوازي مع شواطئ الخليج العربي، طلباً متنامياً على المنازل بالمناطق الممتدة شرقاً نحو الصحراء. وصلت الصفقات في بعض مناطق المواقع الثانوية على غرار "واحدة دبي للسيليكون" و"مدينة دبي الرياضية" - التي بقيت أسعارها معقولة - إلى مستويات قياسية، بحسب شركة التقييم والبحوث العقارية "فاليو سترات" (ValuStrat).

وقال حيدر طعيمة، مدير ورئيس وحدة البحوث العقارية في الشركة التي يقع مقرها في دبي: "تمثل القدرة على تحمل التكاليف المحرك الأساسي، نظراً لأن كل شيء أصبح أكثر كلفة". وأوضح أن المستثمرين "يدفعون حالياً قيمة أعلى لقاء مساحة أقل، مقارنة بما كان عليه الحال قبل 3 أعوام".


تدفق الوافدين الجدد

يأتي انتعاش العقارات في دبي بعد ركود دام 7 أعوام، بفضل تدفق الوافدين الجدد، بداية من أصحاب ملايين الدولارات المكتسبة من سوق العملات المشفرة، والمصرفيين الذين ينتقلون إليها من آسيا، وصولاً إلى الأثرياء الروس الساعين لحماية أصولهم.

أسعار عقارات دبي تواصل الارتفاع دون مؤشرات على التباطؤ

تواصل هذا التعافي حتى يوليو الماضي، عندما سجلت الشقق التي تمثل 85% تقريباً من المعروض السكني بالمدينة، زيادة متوسطها 9% في الأسعار مقارنة بالسنة السابقة، في أكبر زيادة في تاريخها.

أسعار المنازل زادت في المتوسط 2% مقارنة بالشهر السابق. تجاوزت مكاسب منازل الأسرة الواحدة، المعروفة محلياً باسم الفيلات، هذه الزيادة، رغم أن الانتعاش الإجمالي في أسعار الشقق أسهم في زيادة أسعار المواقع الثانوية، بحسب "فاليو سترات".

مواقع معقولة الثمن

تتناقض قوة انتعاش سوق دبي بطريقة كبيرة مع تراجع الأسواق عبر كافة مناطق العالم، إذ تُضعف أسعار الفائدة العالية الصفقات. أوضح طعيمة من "فاليو سترات" أن المشترين الذين يسددون الثمن نقداً، يمثلون الغالبية الكاسحة من الصفقات في الإمارة، ما يساعد على تعزيز صعود السوق.

ورغم ذلك، كان تعافي السوق متفاوتاً إلى حد الآن. في حين أسفرت مثلاً زيادة 1.7% في أسعار الشقق بمنطقة "ريمرام" عن نمو الارتفاعات على أساس سنوي بنسبة 2.9%، فإن ذلك يبدو ضئيلاً بالمقارنة مع ارتفاع سنوي بنسبة 17.9% للشقق في جزيرة نخلة الجميرا الصناعية.

طعيمة بيّن أنه حتى فترة ربع السنة الماضي، واصلت بعض المناطق التباطؤ محققة نمواً طفيفاً أو معدوماً للأسعار أو الإيجارات، ويعزى ذلك جزئياً إلى وجود فائض في المعروض، لا سيما الشقق. لكنه أشار إلى أن هذا الوضع بدأ بالتبدل حالياً، مع الأخذ بعين الاعتبار زخم تحوّل السكان لمواقع أسعارها في متناول اليد بالنسبة لهم.

أضاف طعيمة: "بينما ستستمر الزيادة في المعروض، بدأ الطلب يتحول خلال الشهور القليلة الماضية إلى المناطق ذات الأسعار المعقولة، مع اختيار الكثيرين تقليص مساحات الوحدات". تقدر "فاليو سترات" أن دبي ستضيف 100 ألف منزل خلال الثلاثة أعوام المقبلة، رغم أن دخولها السوق سيكون على مراحل.

في هذه الأثناء، تواصل زيادة قيمة الإيجارات تباطؤها.

انتعشت الإيجارات السكنية في المتوسط 22% العام الحالي حتى يوليو الماضي بالمقارنة مع 22.8% الشهر السابق. أوضحت شركة الاستشارات العقارية "سي بي أر إي غروب" أن هذا يوصل متوسط السعر السنوي للفيلا إلى 319994 درهم (87120 دولاراً) و105691 درهم للشقة.