سيد حسين القصاب


تكريمي من قبل الملك بوسام الكفاءة أعلى ما نلته من تشريف طوال حياتي
في كل لقاء أتشرف بالسلام على جلالته كان يحث على الاهتمام بالشباب
عملي في مجلس الشورى تكليف وليس تشريفاً
البحريني متميز بين رياضيي العالم وبإمكانه المنافسة في شتى البطولات
اعتبر عضو مجلس الشورى رضا منفردي أن عمل العديد من اللاعبين في وظائف صباحية يعد إحدى المشاكل التي تعيق تطبيق نموذج الاحتراف الرياضي، وقال إن اللاعب البحريني الحالي يعتبر «شبه محترف» حيث يتقاضى مبلغاً ليس مرتفعاً من النادي ويعمل في وظيفة ثانية ليغطي تكاليف حياته، موضحاً أن التحول إلى الاحتراف الرياضي يتطلب وقتاً ولن يكون فورياً، حيث إن التغيير يجب أن يكون تدريجياً.

وأكد منفردي، في حوار سيرة ومسيرة مع «الوطن»، أن وسام الكفاءة من جلالة الملك المعظم هو أعلى ما ناله من تكريم، معتبراً أن العمل التشريعي بمجلس الشورى يعد من أهم الأمور التي يقوم بها، وقال: «نحن في المجلس نهتم بسن القوانين والتشريعات التي تخدم مملكة البحرين والمواطنين، وبالنسبة لي ينصب أغلب اهتمامي على فئة الشباب بشكل عام وليس الرياضيين فقط، وذلك بسبب أن مملكة البحرين تزدهر وتقوم على أكتاف شبابها، ولا بد من الاهتمام بهم». وإلى نص الحوار:

متى تم تعيينك عضواً بمجلس الشورى؟
- تم تعييني عضواً بمجلس الشورى في عام 2018، وقبل ذلك بسنة في عام 2017 تم تكريمي من قبل جلالة الملك المعظم بوسام الكفاءة، وبالنسبة لي شخصياً فإن هذا الوسام أعلى ما نلته من تشريف طوال حياتي، وأعتبره شرفاً لي ولا يقدر بثمن، وفي الحقيقة أعتقد أنها البداية لوضع «رضا منفردي» على خارطة خدمة مملكة البحرين من خلال العمل التشريعي في مجلس الشورى، وأعتبر عملي في مجلس الشورى تكليفاً وليس تشريفاً.

هل القوانين والتشريعات الخاصة بالرياضة هي التي تأتي في المرتبة الأولى بالنسبة لك كونك رياضياً؟

- عملي في مجلس الشورى لخدمة شعب مملكة البحرين بصورة عامة، وخدمة الشباب بشكل خاص، ولا أعتبر نفسي مهتماً بالرياضة فقط، وإنما بالشباب بشكل عام في مختلف القطاعات، حيث أكون مهتماً بكل قانون أو عمل تشريعي يكون خاصاً بقضايا الشباب بشكل عام.

ما الذي تود أن تضيفه إلى مجال الرياضة من خلال موقعك التشريعي بمجلس الشورى؟

- أود أن أساهم في تطوير أي عمل شبابي بشكل عام، وذلك لأن الشباب هم عماد هذا الوطن، ومستقبل المملكة يقوم على أكتافهم، ولا أعني بذلك الشباب الرياضي فقط، وإنما الشباب في مختلف المجالات، وأنا عضو من بين 40 عضواً في مجلس الشورى يعملون في لجان المجلس المختلفة، وبناءً على ذلك، يكون العضو مهتماً بكل ما يدور في مملكة البحرين من خلال القوانين والتشريعات، ولكن كل عضو بمجلس الشورى له اختصاص بشيء معين كالمحامي والمهندس والطبيب، وأنا اهتماماتي بالرياضة والشباب.

ما هو أهم ما قمت به في مجلس الشورى في مجال الشباب والرياضة؟

- هنالك العديد من القوانين التي عملنا عليها والتي تصب في مصلحة الشباب والرياضة، ومن أبرز هذه الأمور قانون «الاحتراف الرياضي»، والقانون صادر عن مجلس الشورى تحديداً، ويقوم أساس هذا القانون على تحويل الرياضة من هواية إلى احتراف، حيث إنه في السابق كان يُنظر إلى الرياضة كتسلية في وقت الفراغ وفي العطل الرسمية، ولا يعتبرها الكثير من الناس مجالاً كباقي المجالات لضمان المستقبل، ومضمون القانون هو تحويل الرياضة إلى الاحتراف الرياضي، وأن يستطيع اللاعب أو الإداري أو المدرب ضمان مستقبله في مجال الرياضة، وفي الحقيقة فكرة هذا القانون تأتي من تطلعات القيادة الرشيدة وعلى رأسها سيدي جلالة الملك المعظم، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتم إنشاء هذا القانون ومر على مجلس النواب والحكومة وتم الموافقة عليه، ومن ثم أصدره جلالة الملك المعظم، والقانون الآن في حيز التنفيذ، وفي رأيي التغيير يتطلب وقتاً ولن يكون فورياً، حيث إن التغيير يجب أن يكون تدريجياً، وأود أن أشير إلى أنه في ذلك الوقت صدر المرسوم بتحويل الأندية إلى شركات تجارية، حيث إن هذا المرسوم يعمل يداً بيد مع قانون الاحتراف الرياضي.

لا بد للاحتراف الرياضي أن يصاحبه تأمين على اللاعبين، كيف سيتحقق ذلك؟

- لا يمكن وضع التأمين عبئاً على الدولة، وهنالك مثل يقول «العقد شريعة المتعاقدين»، ولا بد من أن يتأكد اللاعب من وجود بند التأمين في عقده مع النادي الذي ينتمي إليه، حيث هنالك لاعبون يملكون تأميناً في عقودهم، وهذا يجرنا إلى أهمية وجود وكيل أعمال أو قانوني خلال توقيع العقد بين اللاعب والنادي، ليتأكد اللاعب من ضمان جميع حقوقه، والرياضي الذي لا يضع تأميناً في عقده يعد خطأ منه، ومن جهة أخرى لا بد الإشارة إلى أن هنالك طباً رياضياً شاملاً بدون أي مقابل لكل الرياضيين المسجلين في الأندية ولكل الرياضات.

هنالك العديد من اللاعبين الذين يلعبون في الدوريات ويعملون في وظائف صباحية، فكيف سنتحول إلى الاحتراف الرياضي؟

- هذه إحدى المشاكل التي تعيق تطبيق نموذج الاحتراف الرياضي، وأعتقد أن التغيير سيكون تدريجياً، حيث إننا ما زلنا في بداية مشوار التغيير، ولا يخفى على الجميع أن هنالك نوادي ميزانيتها لا تكفي لتوفير رواتب مجزية لجميع اللاعبين، واللاعب البحريني الحالي يعتبر «شبه محترف»، حيث إنه يأخذ مبلغاً ليس مرتفعاً من النادي ويعمل في وظيفة ثانية ليغطي تكاليف حياته، وهذا يقودنا إلى النقطة السابقة وهي خصخصة النوادي وتحويلها إلى شركات، حيث إن اللاعب سيستطيع الاعتماد على مدخوله الرياضي وتفريغ نفسه إذا كان للنادي ملاءة مالية يستطيع من خلالها توفير المعاش الكافي للاعب، ولا بد من التنويه إلى دور الشركات الخاصة، وذلك من خلال مبادراتها في رفد عجلة الرياضة في مملكة البحرين، ولا نقف على الدور الحكومي فقط.

ما هي الحوافز التي تجعل الشركات الخاصة تدعم النوادي الرياضية؟

- أعتقد أن الحوافز لا تأتي فقط من خلال سن التشريعات والقوانين بمجلس الشورى والنواب، وإنما الأساس هو القرارات الوزارية، حيث إننا نرى تخوفاً من القطاع الخاص من الاستثمار في النوادي الرياضية، ودورنا هو تحفيز هذه الشركات أو رجال الأعمال، وفي الحقيقة العملية مرتبط بعضها ببعض، على سبيل المثال أن يكون جزءاً من مدخول المباريات للشركات المالكة للنوادي، ولكي يكون هنالك مدخول من المباريات يجب أن يكون هنالك حضور جماهيري كبير وبيع تذاكر، وهنا يأتي تحدي جذب الجمهور إلى الملاعب، وعلى سبيل المثال في المملكة العربية السعودية تم استقطاب كرستيانو رونالدو ونيمار وبقية اللاعبين العالميين للدوري السعودي بغية جذب الجماهير والاستثمارات والشركات الداعمة، مع التأكيد على الفارق بين موارد المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، ومن هذا الحوار أحث القطاع الخاص على الاستثمار في النوادي الرياضية.
بالانتقال إلى الشباب بشكل عام، ما الحل لتقليل أعداد البطالة في البحرين؟

- أعتقد أن أي دولة في العالم بها نسبة بطالة، والحل الذي أراه هو تأهيل البحرينيين في الوظائف لأخذ مكان الأجنبي، ولا بد من الإشارة إلى أن هنالك مشكلة تشبع بالمجالات، وأعتقد أنه يجب أن يكون هناك تقرير سنوي للشواغر لكي يعرف طلاب الجامعات التخصصات التي بها شواغر وإمكانية حصول وظيفة بها أسرع من غيرها من المجالات، كما أحث الشركات البحرينية الكبيرة على توظيف البحرينيين، وأن يكون هو الخيار الأول لجميع الوظائف، حيث إن الشاب البحريني ذو كفاءة عالية ويستطيع أن يعمل في جميع الوظائف، فمن يدعم البحريني هو بشكل تلقائي يدعم اقتصاد مملكة البحرين، حيث إن المواطن البحريني يستثمر أمواله في مملكة البحرين ويرفد عجلة الاقتصاد بالمملكة.

كيف ومتى تم إنشاء الاتحاد البحريني للجوجيتسو؟

- ينضم الاتحاد البحريني للجوجيتسو تحت المجلس البحريني للألعاب القتالية برئاسة سمو الشيخ سلمان بن محمد بن عيسى آل خليفة، وعينت رئيساً للاتحاد في عام 2015، ولكن قبل أن يتم إنشاء الاتحاد كانت لعبة الجوجيتسو موجودة في البحرين، وكنت لاعباً أشارك باسم مملكة البحرين، ومن ثم أصبحت مدرباً لمنتخب البحرين في لعبة الجوجيتسو، ومن ثم تم إنشاء الاتحاد وعيّنت رئيساً له، وبعدها توالت إنجازات كثيرة على المستوى العالمي.

كيف هو الاهتمام من القيادة بالألعاب القتالية؟

- الاهتمام أولاً يأتي من جلالة الملك المعظم كونه الداعم الأول للشباب والرياضة، ومن ثم الدعم من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ويليه دعم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة كونهما المسؤولين بشكل عملي عن الرياضة في مملكة البحرين، وهما أيضاً رياضيان يمارسان شتى الرياضات، وفي الحقيقة نتلقى دعماً معنوياً ومادياً لا محدود من سموهما، وكوني رئيساً للاتحاد البحريني للجوجيتسو فلا بد من أن أشير إلى اهتمام سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة بالألعاب القتالية كونه محباً لها، وحثه المسؤولين على تطوير الرياضي البحريني، وإنجازاتنا في شتى المسابقات هي رد للجميل.

ما هي أهم إنجازات الاتحاد البحريني للجوجيتسو؟

- لدينا العديد من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في بطولة العالم، وعندما نتحدث عن بطولة العالم، فإن هنالك منظمة احترافية وأيضاً منظمة تنظم الجوجيتسو، وفي كلتا المنظمتين نملك ميداليات ذهبية، كما أن هنالك إنجازات في دورة الألعاب الشاطئية ودورة الصالات للألعاب القتالية وبطولة آسيا وبطولة غرب آسيا، والعديد من البطولات الإقليمية والعالمية، وهذا خير دليل على أن الرياضي البحريني متميز بين رياضيي العالم وبإمكانه المنافسة في شتى البطولات، ما يحثنا نحن كمسؤولين على الاهتمام بهم وتوفير ما يحتاجونه لرفع علم مملكة البحرين في المحافل الدولية.

كيف ترى مستقبل الشباب البحريني؟

- مستقبل الشباب البحرين في أمان في ظل وجود جلالة الملك المعظم الداعم الأول للشباب وبحرص من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، فإن مستقبل الشباب زاهر بإذن الله، وفي كل لقاء تشرفت بالسلام على جلالة الملك المعظم كان يحث على الاهتمام بالشباب، والدليل على توجيه جلالة الملك المعظم بالاهتمام بهذه الفئة هو تعيينات سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في الحكومة، حيث إننا نرى أغلب التعيينات في شتى قطاعات الحكومة من فئة الشباب، وهذا يجب أن يكون حافزاً لبقية الشباب لمواصلة العمل بجد، وعدم الاستسلام أبداً.