يُستخدم الابتكار الاجتماعي لوصف عمليات التَّطوير الاجتماعي وتحول المجتمع ككل. وهذا يشمل دراساتٍ واسعة النِّطاق حول دور المجتمع المدني في التَّطوير الاجتماعي، ودور الاقتصاد الاجتماعي وأصحاب المشروعات الاجتماعية في تحقيق النُّمو الاقتصادي والإدماج الاجتماعي. كما يشمل أيضاً دور قطاع الأعمال في التَّغيير الاجتماعي، ودور رجال الأعمال في دفع موجة الابتكار والإنتاجية، من خلال التَّركيز على المجالات «الاجتماعية» مثل التَّعليم والصحة والرعاية. وهذا يمكن أن يتضمن في نهاية المطاف إعادة تحديد الحاجات الاجتماعية والبيئية الأوسع نطاقاً.

غالباً ما يشار إلى الابتكار الاجتماعي بوصفه جانباً من جوانب استراتيجية الأعمال المتعلقة بالتَّغيرات البشرية والمؤسسية والثروة الاجتماعية التي تؤدي إلى الكفاءة التَّنظيمية وتحسين القدرة التَّنافسية. ويشمل ذلك إعادة الهيكلة التَّنظيمية، وتحديث العلاقات الصناعية وتحسين إدارة الموارد البشرية.

وقد امتد هذا التَّركيز أكثر في أدبيات الإدارة غير الهادفة للربح، حيث يُنظر للابتكار الاجتماعي من خلال عدسة تحسين استدامة وفعَّالية المؤسسات غير الربحية، وذلك من خلال النَّظر في مهارات القيادة والابتكارات في مجال المنح والعطاء.

يُستخدم مصطلح الابتكار الاجتماعي أيضاً لوصف المشروعات والمؤسسات الاجتماعية، وأعمال مشروعات الريادة الاجتماعية. ويتعلق ذلك إلى حدٍ كبيرٍ بما يقوله بيل درايتون الذين يؤكد على دور الأفراد في تطوير طرقٍ جديدةٍ ومبتكرةٍ لمواجهة التَّحديات الاجتماعية المستعصية. علاوةً على ذلك، تعمل هذه المدرسة الفكرية للمشروعات الاجتماعية على اكتشاف وتقييم واستثمار الفرص بوسائل مبتكرةٍ لتلبية الاحتياجات، وهذا النهج هو السائد خصوصاً في الولايات المتحدة.

في هذا الإطار، تُحدد المشروعات الاجتماعية على أنَّها مجموعةٌ من السلوكيات والمواقف من قبل الأفراد المعنيين بابتكار مشروعاتٍ اجتماعية جديدةٍ. والمؤسسات الاجتماعية هي شركاتٌ ذات أهدافٍ اجتماعيةٍ في المقام الأول حيث تم استثمارها أساساً لهذا الغرض.

أما الابتكار الاجتماعي فهو أوسع بكثيرٍ من أي مؤسسةٍ اجتماعيةٍ أو مشروعاتٍ اجتماعيةٍ، ولكن قد تتداخل المصطلحات فيما بينها. فعلى سبيل المثال، رجل أعمال اجتماعي، يقيم مشروعات اجتماعية تقدم برنامجاً ضمن منهجية الابتكار الاجتماعي.

يُعتبر الابتكار الاجتماعي عملية تطوير وتنفيذ المنتجات والخدمات والبرامج التي تلبي الاحتياجات الاجتماعية. ويشمل ذلك الابتكار في القطاع العام، وتوفير الخدمات العامة من قبل المؤسسات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني الجديدة.

تشملُ أبعاد «عملية» الابتكار الاجتماعي الحوكمة، والتَّمكين، وبناء قدرات المؤسسات والقيادات الاجتماعية التي تعمل في الابتكارات الاجتماعية، وبناء العلاقة المترابطة بين مختلف الجهات الفاعلة، والتَّأكيد على المهارات والكفاءات والأصول والثروة الاجتماعية التي وضعتها مختلف الأطراف الفاعلة لتنفيذ برامج واستراتيجياتٍ معينةٍ.