من الأمور التي كانت تحدث في السنوات العشر الماضية في البحرين ولاتزال تحدث أحياناً أن أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» وفي «ثورة» يستغلون الأطفال الذين لا يدركون ما يجري من حولهم ويشحنونهم ويدفعونهم إلى الاعتداء على دوريات الأمن بالحجارة أو بغيرها وصولاً إلى إشعال النار فيها فيعرضون بذلك حياة ركابها والمتواجدين في المكان للخطر، ثم عندما يتم إلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم يعمدون إلى تشغيل الماكينة الإعلامية بقيادة فضائية «العالم» وتلك التابعة لها والممولة من قبل النظام الإيراني ويشيعون أن البحرين تحاكم الأطفال وتحبسهم وتمارس الظلم بحقهم، ليأتي بعد ذلك النواب الأمريكان والإنجليز وغيرهم من المستفيدين منهم وتأتي معهم المنظمات التي تعتبر نفسها حقوقية وتستفيد منهم أيضاً ليهاجموا البحرين ويقولوا ما يشاء أولئك قوله من كلام ناقص وتوجيه الاتهامات التي لا نهاية لها. ولكن لأن هذه الخطة انكشفت وصار العالم كله يعرفها جيداً لذا لم يعد الناس في الداخل وفي العديد من البلدان يصدقون ما يقوله أولئك بل إن البعض صار يرد عليهم ويفضحهم.

شحن الأطفال مسألة سهلة، وتحويلهم إلى أدوات لمواجهة السلطة ودفعهم إلى الشارع للمشاركة في أعمال الفوضى مسألة سهلة أيضاً، خصوصاً وأن الذي يقوم وتقوم بذلك يمتلكون من الخبرة ما يكفي لفعله، لكنه ولكنها ولكنهم جميعاً لا يفعلون لأولئك الأطفال وأهاليهم شيئاً عندما تقع الفأس في الرأس سوى الكلام الذي يتناقص عدد مصدقيه يوماً إثر يوم.

المثير أن أولئك جميعاً لا يقدمون حتى على إصدار بيان استنكار يعلقون به على تجاوزات النظام الإيراني التي تجري حالياً في العديد من المدن والقرى الإيرانية بحق الأطفال وذويهم الذين اضطروا للخروج إلى الشوارع ليعبروا عن حالة الجوع التي صاروا فيها بفضل حكم الملالي.

في البحرين لا يتم الحكم على كبير أو صغير اعتباطاً، ولولا أن أولئك الذين يعتبرونهم أطفالاً ورطوا أنفسهم لما تعرضوا إلى ما تعرضوا له من حكم القانون.