الأساليب التقليدية في حل مشكلة معقدة لا تكفي لتحقيق كامل طموحاتنا في حل المشكلات الأكثر تحدياً، وبالأخص تلك التي تواجه المجتمعات. توافر مختبرات الابتكار الاجتماعي نهج مفيد، وعملية فريدة من نوعها تنطوي على مختلف أصحاب العلاقة في مجال معين، وخلق بيئة ملائمة للابتكار والتجريب.

الهدف من جهد مختبرات الابتكار الاجتماعي معرفة ما إذا كان يمكن لهذه المختبرات تطوير حلول أفضل وأكثر كفاءة، من خلال بناء القدرة على الابتكار، ومن ثم تطوير حلول وإستراتيجيات مبتكرة لمشكلات اجتماعية معقدة.

يعتمد العمل في مختبرات الابتكار المجتمعي على منهجيات متنوعة مثل: بحوث ومقابلات مع خبراء المختبر - مراقبة المختبرات التي تعمل على العديد من المشكلات من خلال عدة مبادرات - الاستطلاعات لعدد من الممولين والمختبرات - تجمع مختبر الابتكار الاجتماعي العالمي لقادة المختبر والعاملين فيه.

المختبرات هي الكيانات التي تعمل على المشكلات المعقدة من خلال دمج مجموعة من وجهات النظر لإعادة تأطير المشكلات وصنع نموذج أولي للحلول باستخدام منهجيات متعددة وأنشطة وأدوات. وذلك من خلال الجمع بين مجموعة متنوعة من أصحاب العلاقة، من مختلف القطاعات، والمستفيدين. وتعتبر وجهات النظر هذه حاسمة بالنسبة لكل من: إعادة تأطير المشكلة - تحديد الأسباب الجذرية - المشاركة في ابتكار وصقل نماذج أولية للحلول - تحريك شبكة الموارد اللازمة لتنفيذ ودعم الحلول.

ومن أمثلة ذلك: المبادرة العالمية للمعرفة، وذلك بدعم من مؤسسة «Rockefeller»، أجرت «جلسات رسم خرائط التحدي» في ستة بلدان لتحديد الأسباب الجذرية المتعلقة بمشكلات فضلات الطعام والطعام التالف. وكذلك مختبر «MaRS Solutions» مع فريق مؤسسة «Rockefeller» عمل على فريق توظيف الشباب إضافة إلى فرق من كل من «Starbucks» و«LeadersUp» لعقد ورش عمل مع صانعي السياسات الحكومية، والمربين والمؤسسات وأصحاب الأعمال التجارية الكبرى، ومع الشباب أنفسهم للمشاركة في ابتكار خمسة حلول ممكنة للتحديات المعقدة.

«النماذج الأولية السريعة» هي في صميم ما تفعله المختبرات. وذلك لاختبار وتكرير الإصدارات القديمة من الحل أو عناصر الحل الحاسمة لكل من: ضمان ارتكاز الحلول على «العالم الحقيقي» - تدني خطر عدم التنفيذ ضمن الوقت المحدد - التعلم الفعال. وقد طورت «InSTEDD» نظاماً صوتياً نقالاً «Verboice» من خلال التكرار المتعدد مع المستخدمين في الميدان. واستخدمت مختبرات «MaRS Solutions» تقنية القصة المصورة لبناء واختبار نماذج تقترن مع لعبة محاكاة الكمبيوتر لاختبار الفرضيات.

المختبرات تستخدم إستراتيجياً مجموعة متنوعة من الأساليب والأنشطة والأدوات اللازمة لتشجيع التفاعل والتعاون وحل المشكلات بين المشاركين. ويتضمن هذا المختبر مجموعة متنوعة من الحلول وفق منهجية التصميم المرتكز حول الإنسان «HCD» «Human Centered Design»، ونموذج العمل التجاري «Business Model Canvas»، ولعب الأدوار «Role Playing»، والرسوم البيانية العنكبوتية «Spider Diagrams»، ضمن تسهيلات تشاركية من الجميع.

وقد استضافت «AfriLabs» تجمعاً عالمياً للمشاركة في إيجاد حلول لبطالة الشباب في إفريقيا من خلال وظائف رقمية. وقد أجرت «InCompass» دراسة ميدانية لمدة 3 أيام في قرية ريفية في كمبوديا لاختبار عمق الافتراضات حول احتياجات الطاقة وتفضيلات الفقراء.

تختلف المختبرات عبر عدة أبعاد لكن يمكن تصنيفها على أساس الفئة التي تخدمها:

- مختبرات تحقق أهداف الممول: تخدم فئة عملاء محددة كالمؤسسات، ووكالات التنمية، أو غيرها من المنظمات في جهودها الرامية إلى معالجة المشكلات الاجتماعية المعقدة. «Stanford ChangeLabs, InSTEDD».

- المختبرات العامة: تخدم القطاع العام وتحصل على تمكين من الحكومة، أو تشكل جزءاً من الحكومة.MindLab «Denmark», Public Policy Lab «New York», Behavioral Insight Team «UK»».

- المختبرات الداخلية: تخدم المنظمة التي هي جزء منها. «UNICEF Innovation Labs, World Bank Innovation Labs, BRAC Innovation Lab».

- المختبرات المستقلة: مختبرات مستقلة أسست لمعالجة مشكلة ما؛ قد تستمر سنوات أو تكون دائمة. «E.g., Sustainable Food Lab, Electricity Innovation Lab».