شهدت منطقة الخليج العربي ومصر والأردن وتركيا سلسلة من الزيارات على مستوى القادة وذلك قبل الزيارة المقررة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

وتأتي هذه الجولة في ظل توترات وأخبار عن قرب إيران للقيام بتجارب لقنبلتها النووية، وحسب وكالات الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية أن إيران قريبة جداً من أن تملك قنبلة نووية، في المقابل قامت طهران بإزالة الكثير من كاميرات المراقبة التابعة لوكالة الطاقة الذرية في المنشآت النووية والذي يعد خرقاً واضحاً للاتفاق النووي السابق.

ويبدو أن منطقة الخليج العربي أصبحت أمام مفترق طرق مع إيران، وهي إما الدخول في حرب للقضاء على البرنامج النووي، وبالتالي إضعاف إيران أو المحاولة الأخيرة لإقناع الساسة في طهران بأهمية الرضوخ إلى متطلبات وكالة الطاقة الذرية ووقف تخصيب اليورانيوم واحترام المواثيق والأعراف الدولية، غير أن الخيار الثاني قد لا يكون له وجود في حال الدخول في حرب أو ضربات جوية مكثفة.

في المقابل، فإن إسرائيل والتي تتصدر المشهد اليوم بعد أن أعلنت إيران نيتها للعودة للاتفاق النووي تزامناً مع زيارة وزير الخارجية الروسي، قال مسؤول أمني رفيع لقناة 12 الإسرائيلية «أن الاتفاق الجديد يقتصر على عامين ونصف، وسيسمح لإيران بازدهار اقتصادي يدفع بقدراتها العسكرية في الشرق الأوسط إلى الأمام من حيث التموضع وتمويل الإرهاب وتطوير الأسلحة»، واصفاً ذلك «الاتفاق بالسيء جداً».

وتبعاً لذلك، فإن وجهات النظر واضحة من قبل الشركاء الإقليميين بالخليج ومصر والأردن وإسرائيل، بأن الاتفاق النووي سيجعل إيران قوة إرهابية ستتسبب بفوضى عبر أذرعها ولا يمكن الاستهانة حينها بالقدرات العسكرية التي من شأنها أن تجعل منطقة الشرق الأوسط بؤرة للإرهاب.

خلاصة الموضوع، يبدو أن لحظة الصفر لإيران اقتربت وأن المفاوضات قد تصل لنهاية، فلا يمكن أن تستمر طهران بالمماطلة وسط مخاوف وتقارير تؤكد قربها لامتلاكها للسلاح النووي، وأن أي عمل عسكري في المنطقة سيكون له تأثيرات أقتصادية وأمنية، وبالتالي شعوب المنطقة لا تتمنى الحرب ولكن استمرار إيران وتطوير ترسانتها النووية سيكون لها مخاطر أكبر مما عليه الآن، وأراها فرصة ثمينة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية في طهران وانشغال حلفاء إيران بملفاتهم الداخلية، أما أن يتم استغلال ذلك وشن ضربة جوية للمنشآت النووية أو الانتظار لتعلن إيران أول تجربة لقنبلة نووية.