صار من المؤكد أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ذاهب للمشاركة في قمة مجلس التعاون الخليجي التشاورية، التي تستضيفها الرياض، وأنَّه سيلتقي خلالها بقادة مصر والعراق والأردن، وقد تراجع عن وعده الانتخابي بنبذ السعودية، وسيجتمع مع قادة الخليج في الرياض ومن ضمنهم الأمير محمد بن سلمان. هذه الركاكة لا شك أنها خير دافع لجهات عدة للعبث وإفشال زيارته. وحتى نعرف من نتوقع ألا يقف مكتوف الأيدي، لا بد من الإشارة إلى مكاسب الخليج والسعوديين بشكل خاص من هذه الزيارة، ومن ذلك أن هذا التقارب تحدٍّ كبير لهيمنة إيران على المنطقة. والتقارب ينسف عودة واشنطن إلى طاولة المفاوضات في فيينا ضمن مفاوضات 5+1. كما أن هذا التقارب ينسف تعاظم نفوذ اللوبي الإيراني في واشنطن، حيث كان تباعد واشنطن مع السعودية والإمارات ومصر نصراً لأجندتها. وهذا التقارب يفتح الباب أمام صفقات أسلحة متقدمة للخليج. كما أن التقارب الخليجي مع الإدارة الديمقراطية يشجع الإمارات والبحرين وإسرائيل على تعاون عسكري ويعني الإخلال بالتوازن الإستراتيجي لصالح دول الخليج. يضاف إلى ذلك أن هذا التقارب قوة للوبي النفطي في أمريكا المساند للخليج وإضعاف مصالح لوبي الاتفاق النووي. وقد يكون بوابة لتقليل التخادم الخليجي الروسي ضمن إطار «أوبك +».

مجمع التحدي الأول للتقارب الخليجي مع إدارة بايدن هو مجمع روسيا والصين وإيران، ومن المحتمل أن تقفز طهران باتجاه معسكر روسيا والصين وتفعيل صفقة الربع قرن مع الصين وتنفتح بشكل كامل لقوات روسيا والصين، وهو تحرك يقوض إستراتيجية ترك الخليج الأمريكية والاستدارة شرقاً للصين.

أما مجمع التحدي الثاني فقد يتكفل بإشغال بايدن بأزمة داخلية تعقد التقارب بين بايدن والتحالف العربي. ويضم وسائل الإعلام المؤيدة للاتفاق النووي وحرب اليمن وقضية خاشقجي، مثل «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» وسي إن إن.

بالعجمي الفصيح

نجاح زيارة بايدن للخليج لن يسر الروس ولا الصين ولا الإيرانيين ولا جماعات الضغط التي لها مصالح في إنجاز الاتفاق النووي مع إيران، ونتوقع ألا تقف مكتوفة الأيدي.