أفرغت زيارة بايدن يد واشنطن من أوراق الضغط على دول الخليج، حتى أن أنور قرقاش، قال يوم الزيارة، إن الإمارات «لن تكون جزءاً من محور ضد إيران»، مؤكداً «انفتاح الدولة على أي شيء يحميها، دون أن يستهدف دولة ثالثة». وفي ذلك أوضح دليل على فكاك دول الخليج من الانصياح للإملاءات الأمريكية، وقد وصف بايدن الاجتماعات مع القادة الخليجيين بأنها جيدة، وأشار إلى التركيز على القضايا الأمنية والاقتصادية، فما هي الجوانب والأمنية؟

كان عودة واشنطن للخليج دوافع كثيرة، فقد عادت واشنطن لتركز على علاقاتها مع السعودية، ودول الخليج نظراً لدورها المحوري ولثقلها الإقليمي. كما إن رياح التقربات الصينية والروسية تعصف وتزعزع أشرعة المراكب الأمريكية في الخليج. ويمكن توصيف الهلع الأمريكي بخطاب سابق للخارجية الأمريكية: نحذر السعودية والخليج من التعامل مع القطاع الدفاعي الروسي والصيني كي لا تخضع لعقوبات.

أما مكاسب الزيارة الأمنية فكثيرة، بل إن نتائجها تجعلها واحدة من الزيارات المهمة في قيمتها الاستراتيجية، لكن غطى على ذلك هالة إعلامية ركزت على الزعل والتراضي أكثر من الأمور الأخرى. من هذه المكاسب الاتفاق على منع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، والاتفاق على منع إيران من التدخل في شؤون الخليج الداخلية ودعم الإرهاب. وهناك مكاسب توقيع اتفاقيات أمنية مع مجموعة من الشركات الأمريكية كبوينغ لصناعة الطيران، وريثيون للصناعات الدفاعية. كما إن من المكاسب الاستراتيجية مغادرة القوة الأمريكية وبقية قوات حفظ السلام والمراقبين من جزيرة تيران السعودية، بمدخل خليج العقبة وتحمَّل السعودية مسؤوليتها السيادية في تلك المنطقة المهمة استراتيجياً.

ومن مكاسب الزيارة، الاتفاق فتح المجال الجوي السعودي لجميع الطائرات المدنية، وفتح المجال الجوي يمكن أن يقرأ كتحرك على المستوى العملياتي. فمرور الطائرات الآن يعني خلق ممر جوي Air Corridor مدني محدد، مما يقلق طهران ويقرأ بأنه قد تمر منه القاذفات لبوشهر. كما إن من حصاد الزيارة الاتفاق على التعاونَ لبناء منظومة لمواجهة الدرونز والصواريخ الباليستية التي تهدّد السلام. وبإنشاء هيكل عسكري مشترك في البحر الأحمر، والخليج مستخدمين التقنية الحديثة من السفن غير المأهولة والذكاء الصناعي في مجال الأمن السيبراني في حماية المجال البحري.

بالعجمي الفصيح

عودة واشنطن للتعاون الأمني خاصة أفرغ يد واشنطن من أوراق الضغط على دول الخليج.