يمكن بسهولة إدراج ردة فعل الحوثة على الهدنة الأخيرة كإحدى عجائب السنوات السبع فقد ظهر مغتصبو الشرعية من الحوثة وهم ممتعضون من الهدنة، فكيف يمتعض مغتصب للسلطة، ومجند للأطفال، وزارع للألغام، ومحاصر للمدن، وسارق معاشات الموظفين وناهب للمعونات الأممية، كيف يمتعض من هدنة مفروض أصلا ألا تتم حتى تعاد الشرعية منه بالقوة!

من العجائب أنه حال إعلان الهدنة، صرح كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، علي أصغر خاجي، بأن بلاده تدعم تمديد الهدنة في اليمن، وكأنها لم تكن وقودها سياسياً وعسكرياً، كما أن من العجائب الاهتمام الأمريكي بالهدنة، حيث رحب بايدن في بيان صدر عنه، ثم صدر بيان مماثل عن الخارجية ثم مجلس الشيوخ وحتى القيادة المركزية الأمريكية رحبت بالهدنة.

وسبب الترحيب من الطرفين مفهوم فترحيب طهران لأن الهدنة خطوة بسيطة لا تكلفها شيئاً بل تمهد تمهيداً كبيراً لتجميل صورتها أمام المجتمع الدولي؛ لأنها مقبلة على التعامل مع قضيتين تهمان الأمن القومي الإيراني ولا مانع أن يكون وقودها الحوثة مرحلياً وهما المفاوضات النووية التي يبدو أنها ستعود والمسرح الثاني هو مسرح المحادثات مع الرياض والتي دخلت مرحلة الحوار السياسي العلني. ولم يشر إلى عودة الشرعية المغتصبة بل كرر وقف إطلاق النار ورفعاً كاملاً للحصار والحظر الاقتصادي. أما الترحيب الأمريكي من الرئيس نفسه فهو صورة تعكس الحاجة الأمريكية لهدنة تضمن للأمريكيين أمن الطاقة الخليجية في خضم الحرب الروسية الأوكرانية التي انعكست على الشارع الأمريكي بشكل أساسي.

وصول الوفد الحوثي للقاء الهدنة بعد يوم من نهاية زمن الهدنة كمؤشر يعني أن حالة صنعاء وصلت درجة تستحق البت في التجديد، ولم يكن هناك داعٍ أن تبقى عالقة بين صيغة جديدة لتجديد الهدنة أو تجديدها على أساس صيغة الاتفاق السابق، فوقعوا التجديد بشروط الهدنتين السابقتين.

بالعجمي الفصيح

يقلقنا قبول الحوثة تجديد الهدنة دون شروط، فهل يريد مغتصب الشرعية أن يدخل الصراع لما يعرف بالحرب المنسية، فيستمر بالخروقات فيما العالم يعتقد أن اليمن في هدنة.