لله الحمد، مرت ذكرى عاشوراء بكل سلاسة ويسر، ولهذه النتيجة جهود مقدرة ومشكورة بذلت من جميع الأطراف المتداخلة في العملية، ابتداء من الدول عبر أجهزتها الرسمية مروراً بالأوقاف الجعفرية ورؤساء المآتم والمتطوعين، وصولاً للمشاركين في إحياء المناسبة.

جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه أكبر من يشهد بنجاح هذه الأيام، وبنجاح الجهود المتضافرة من أبناء الوطن كل في موقعه لإحياء هذه الذكرى بكل يسر وهدوء، وبما يعكس أجواء الانفتاح والتجانس بين أبناء الوطن الواحد.

في تصريح كريم لجلالته بالأمس شكر جميع من ساهموا في إرساء أسس الانضباط والتنظيم، وما أحيطت به الشعائر بالعناية والمتابعة من قبل الأجهزة المعنية ومن يعمل معهم لضمان الممارسة بحرّية وأريحية، وبما عكس ارتقاء الوعي المجتمعي والمسؤولية الوطنية.

هذه الأجواء الإيجابية أمر حرصت عليه منذ القدم عائلة آل خليفة الكرام، ومضى على هذا النهج جلالة الملك حفظه الله، بل عزّز ملكنا العزيز هذه الأجواء، وأمر بكل التسهيلات وتهيئة الظروف والأمور، فالحفاظ على الأجواء الروحانية لدى أبنائه أمر أساسي، وهو -جلالة الملك- حفظه الله عودنا دائماً على التعامل الأبوي مع الجميع، ورأينا فيه النموذج الأسمى دائماً لحماية مصالح أبنائه وحماية حقوقهم الدينية، واهتمامه البالغ بالحفاظ على مجتمعنا كوسط يتمتع بالحريات الدينية ويحترم التعددية المذهبية، بل ويمضي أبعد من ذلك ليرسخ لثقافة احترام الإنسان بغض النظر عن دينه واعتقاده.

هذا دَيدن الملك المعهود، وفي هذا الموسم نجد الكثير من أبنائه يتقدمون لجلالته بالشكر الجزيل والتقدير لرعايته الدائمة، ولحرص جلالته على تسهيل كافة الأمور، وتوجيهه السامي لكافة الأجهزة المعنية لتعمل من أجل راحة الناس.

البذور التي بذرها ملك الإنسانية والسلام حمد بن عيسى تثمر يوماً إثر يوم، واليوم يؤكد جلالته أننا نفخر بكون مجتمعنا البحريني مثالاً ونموذجاً للمجتمع المنفتح والمتجانس في كافة أطيافه، وهذا هو الطريق الصحيح بالفعل لتجمع هذا الوطن بمختلف أطيافه ومكوناته تحت راية واحدة، راية تدعو للسلام والانسجام واحترام الآخر، بل تذهب إلى أبعد من ذلك حينما يفزع كل أخ لأخيه في هذا الوطن، يسنده ويساعده ويدعمه، ففي النهاية البحرين ووحدة أهلها وانسجامهم وتآخيهم هو الهدف الأسمى.

والد الجميع الملك حمد بن عيسى، ندعو لك بطول العمر وأن يكون الله سندك وعونك في كل خير تسعى له لأجل وطنك وشعبك.