عطفاً على حديث أمس بخصوص محاولات النصب والاحتيال باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو الرسائل النصية أو المكالمات مجهولة المصدر، توجد هناك أمور خطرة أيضاً كونها ترتبط بأبنائكم لو كانوا ممن يدمنون على الألعاب الإلكترونية، وبالأخص تلك التفاعلية التي تمكن آخرين من الدخول عليهم والمشاركة معهم والتحدث مباشرة إليهم.

كثيرون تطرقوا لمخاطر وسائل التواصل الاجتماعي على فئة الأطفال والناشئة، خاصة تطبيقات محشوة بمحتوى دعائي غير ملائم لسن الأطفال، أو محتوى إباحي صريح يظهر لثوانٍ، مثل تطبيق «التيك توك» والذي تكمن خطورته في إمكانية الدخول عليه حتى دون التسجيل فيه.

حتى تطبيقات «الانستغرام» و«الفيسبوك» باتت تظهر لك دعايات فجأة وفيها محتوى قد لا يلائم الصغار تماماً، الأمر الذي يفتح آفاقهم لأمور خاطئة أو أخرى تفوق سنهم بمراحل، وهنا لا تتوقع بأن أطفالك سيأتونك ليخبرونك بما شاهدوه، بل الأخطر أن بعضهم لو حاول بدافع الفضول معرفة تفاصيل أكثر.

هل تذكرون لعبة «الحوت الأزرق» والتي دفعت كثيراً من المراهقين للانتحار، رغم أنهم سجلوا فيها وخاضوا تفاصيلها بدافع الترفيه واللعب؟! نحن اليوم أمام أساليب متعددة تتشابه في مساعي السيطرة وغسل الأدمغة، وتتجاوز ذلك لمساعي استغلال الأطفال أو تسخيرهم للقيام بأمور خطيرة أو خاطئة.

مؤخراً ذكرت تقارير بأن لعبة يلعبها أطفالنا بكثرة وانتشرت بسرعة غير طبيعية، ونظنها نحن بأنها مجرد لعبة لطيفة وخفيفة، إنما هي لعبة فيها من الخطورة الكثير، وأتحدث هنا عن لعبة «الروبولوكس»، حيث إنها تمنح فرصة لأي شخص ليدخل على أطفالك ويفتح معهم دردشة مباشرة، وبحسب تتبع الباحثين في الموضوع، فإن هؤلاء الذين يدخلون على الصغار هم كبار في السن، وبعضهم ينشئ غرفاً خاصة للعب، وفي هذه الغرف يبرمج الشخصيات بحسب ما يريد، بحيث تتضمن مشاهد للقتل أو مشاهد إباحية، نعم تخيلوا مشاهد إباحية يشاهدها أطفالنا في لعبة يفترض أنها بريئة.

الأخطر أن بعض مرضى النفوس من هؤلاء يدخلون في دردشات مع الأطفال ويسألونهم عن تفاصيل خاصة، بل يطلبون منهم تصوير بيوتهم وأفراد آخرين من عوائلهم،ولكم أن تتخيلوا إلى أي مستوي يمكن لهم أن يصلوا.

لذا هي نصيحة لأولياء الأمور بألا يتركوا أطفالهم دون رقابة أو متابعة، أو يتركوا في أيديهم أجهزة الهواتف و«الآيباد» دون تحكم وقيود، أو أقلها دون رقابة يومية وتفحص لما يفعلونه، قوموا بذلك قبل أن يقعوا في المحظور، ففي النهاية هم أطفال وهناك في الطرف الآخر ذئاب بشرية تسعى لاستغلالهم.