ليس بالضرورة أن تكون مسلماً متشدداً حتى تشعر بالغضب مما كتبه سلمان رشدي في كتابه آيات شيطانية، بل حتى لو كنت صاحب ذوق سليم ستشعر بالتقزز من مفردات النص، كما أنه ليس من الضروري أن تكون مسلماً متشدداً لتشعر بضعف جدلية سلمان رشدي، التي منها القول بغدر الصحابي الجليل سلمان الفارسي بالرسول صلى الله عليه وسلم فقد أخبر -كما جاء في رواية آيات شيطانية- قريشاً بنية هجرة الرسول الكريم من مكة المكرمة ليثرب، ثم يزيد سلمان رشدي بأن فكرة سلمان الفارسي التي أشار بها على النبي حول حفر خندق حول المدينة المنورة لصد الفرسان في معركة الأحزاب يعود -كما في الرواية- لأن سيدنا سلمان الفارسي يخاف المواجهة!!

وحين صدرت فتوى الخميني عام 1988 بهدر دم سلمان رشدي استقبلها أغلب المسلمين بالتفهم رغم تطرّفها ورغم تبعاتها المدمرة اللاحقة، وقد قيل إن إيران قد تراجعت عن الفتوى. لكن الحل في تقديرنا كان بعدم هدر دم رشدي بل بتجاهله، أو برفع قضية عليه.

وفي يوم الجمعة الماضي تعرّض رشدي لما بين 10 و15 ضربة وطعنة بالسكين من شاب مسلم يبلغ من العمر 24 عاماً. وقيل إن هادي مطر، الشخص الذي اعتدى على سلمان رشدي، نشر مواد على مواقع التواصل الاجتماعي تدعم أهداف النظام الإيراني والحرس الثوري والتطرف. ولا نمجد ما فعله ولا نمجد نشاط النظام الإيراني في الخارج، لكن الحق أن الغرب لم يتوقف عن النفخ في جمرة القضية، يواكبها شجب إسلامي وعربي، فلم يقبل المسلمون في بريطانيا موقف منح رشدي لقب فارس على يد الملكة إليزابيث الثانية بسبب خدماته في الأدب، أو حين حصل على جائزة البوكر، أو حين قُلّد رشدي وسام الفنون والآداب الفرنسي، ومع ذلك لم يتوقف الغرب بمبررات واهية من استنكار ما تعرض له رشدي من بورس جونسون وإيمانويل ماكرون.

بالعجمي الفصيح

تؤمن طهران بنظرية المؤامرة في حادثة طعن رشدي، فما جرى تشوية لسمعة إيران، ويأتي كمحاولة اغتيال جون بولتون ومايك بومبيو لتخريب الوصول لحل لكارثة الطموح النووي الإيراني.