حديث البحرين خلال اليومين الماضيين هو العنف ضد الأطفال، فهو أمر لا يمكن توقعه أو تخيله مهما كانت الأسباب، خصوصاً قضية طفلة الحضانة، والتي وثق مقطع فيديو ما جرى لها.

حقيقة، مشاهد مزعجة تنقلها لنا يومياً مواقع التواصل حول الإساءة للأطفال سواء داخل أو خارج البحرين، ولا يمكن تخيل شخص يؤذي ملائكة الأرض لأي سبب من الأسباب.

هناك بعض الأطفال المزعجين، أو المصابين بفرط الحركة، أو حتى مشاكسين بطبيعتهم، ولكن كل ذلك لا يبرر العنف ضدهم، والأصل بالمعلم أو المعلمة، هو احتواء هذه التصرفات بمنهج تربوي ونفسي محكم، وليس من خلال العنف.

المشكلة الأكبر، أن ما تنقله مقاطع الفيديو، هو ضرب بحقد وغل، وكأنما هذا المعلم أو المعلمة، يضربون عدوهم، وليس طفلاً بريئاً لا حول له ولا قوة!

بصراحة، تعرضنا للضرب أحياناً من قبل بعض معلمينا، ولكن الفرق، هو أن المعلم الذي يضرب، يعود ليحتضنك في غالب الأحيان، فتداوي الأخيرة الأولى، وتقتنع كطفل بأنك قمت بخطأ أزعج معلمك.

كما أن الزمن الآن تغير، وأصبحت هناك عدة طرق أخرى تغني عن الضرب والتعنيف، وهي أكثر نجاحاً منها.

وبالانتقال للقضية التي شغلت البحرينيين خلال اليومين الماضيين، وهي ضرب الطفلة أميرة، فحقيقة أن الحضانة منتهية الترخيص، والعاملات غير مؤهلات، تطرح عدة علامات استفهام حول الدور الرقابي للوزارة المعنية.

كيف تعمل حضانة منتهية الترخيص؟ ولماذا لم تكن هناك رقابة مسبقة، ولماذا لا تكون هناك رقابة دائمة؟ حتى لو كانت زيارات شهرية أو حتى كل أسبوعين، فالبحرين بلد صغير وعدد الحضانات فيه معروف وأماكنها معروفة.

لماذا نكرر الأخطاء؟ إن نسيتم قضية «روضة الحد» فنحن في وسائل الإعلام لم ننسها، ولماذا يجب أن يعاني طفل، وننتظر تصويره كي نتحرك!

تساؤلات كثيرة حول الخطوات التي تجري للرقابة على الحضانات والروضات، والجميع بانتظار الإجابة عليها.

آخر لمحة

جميل أن ندعم هذه الطفلة وغيرها ممن يتعرضون للعنف نفسياً، ولكن لا يجب أن يخرج الأمر عن نطاق الدعم والتعاطف لكونها طفلة، وأن يكون ذلك الدعم «دون مآرب أخرى».