في العاصمة الإيرانية طهران المظاهرات تتوالى يوماً بعد يوم وبشكل كبير إثر مقتل فتاة كردية عمرها لا يتجاوز 22 عاماً على يد قوات شرطة الأخلاق؛ أما جريمة هذه الفتاة، لم تكن منتسبة لإحدى الجماعات المتطرفة أو ضد حكومة الملالي أو تعاطي المخدرات، وإلى غير ذلك من الجرائم التي تحدث في إيران وبشكل واسع، قضية الفتاة أن حجابها تدلّى من على رأسها وهي مع عائلتها القادمة من كردستان إلى طهران، مما اضطر شرطة الأخلاق إلى اقتيادها للمخفر، وهناك وقعت كارثة الاعتداء على الفتاة وضربها بحجة تثقيفها إلى ضرورة ارتداء الحجاب، مما أدى ذلك الضرب إلى موتها. نعم توفيت فتاه في عمر العشرين وجمعيات حقوق الإنسان ليس لها شأن في إيران، فمعظم أنواع الجرائم والانتهاكات من قتل وتعذيب واختطاف من قبل رجال ملالي إيران الذين تحميهم الدولة -أما الاتجار بالمخدرات بأنواعها فهو مباح في أكبر بازار «يعني سوق» في طهران، فالمخدرات ليس لها عقاب ولا تعد جريمة، كما أن اختطاف القاصرات من القرى والمناطق النائية وترحيلهن إلى بغداد ودمشق بغرض زواج المتعة الذي انتشر وبشكل كبير في بغداد ودمشق بغرض توطين الإيرانيات في المناطق التي تحتلها إيران- كل هذه الانتهاكات تجري في طهران ولا وجود لحقوق الإنسان. لكن، لو أن هذه الجريمة وقعت في دولة خليجية أو عربية، فكيف سيكون حال الجمعيات الحقوقية والمحاكم الدولية وجمعيات المحامين؟ حتى مجلس الأمن ينعقد لمناقشة هذه المأساة، ولا يُستبعد أن تصدر إدانة منه أن ما يجري في إيران من الملف النووي والحظر الشامل على إيران كلها مسرحية وتمثيلية وأكبر كذبة تؤديها أمريكا والدول الأوروبية.

فإيران أو بمعنى آخر الثورة الخمينية هي لعبة أوجدتها أمريكا سنة 1979 لخدمة مصالحها وهي التي تحميها، إذن هناك شيء مهم أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرهم ليسوا أصدقاء، فمصالحهم أهم من النظر في العلاقات والصداقة.

* كاتب ومحلل سياسي