بمثل تلك التعليقات خرج المنتخب الإيراني من المونديال بعد خسارته أمام المنتخب الأمريكي الذي لعب مباراة قد تؤهله إلى الوصول لنهائي كأس العالم. وفي سابقة هي الأولى من نوعها فقد اشتبك الجمهور الإيراني بين معارض لنظام الملالي وداعم للثورة الخمينية، وقد ردد المناهضون لنظام آية الله كلمة «عديمي الشرف» لمن قامت السلطات الإيرانية بتجنيدهم للتجسس على الجمهور الإيراني.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه.. كيف سينتهي الحال بالجمهور الإيراني الذي استبدل علم الملالي برفع شعار المرأة والحياة والحرية وردد الموت لخامنئي. فقد كانت صرخة الجمهور الإيراني صرخة يراد بها توصيل معاناة الشعب الإيراني للعالم لدعم انتفاضته ضد نظام آيات الله المحتل لإيران منذ عام 1979، وكان تعامل شرطة «الدولة المستضيفة» مع الجمهور الإيراني الذي ارتدى قمصاناً تحمل شعار المرأة والحرية والحياة متناقضاً مع كل الشعارات التي رفعتها الدولة المستضيفة عن الحرية واحترام الرأي الآخر.

ومن المخزي جداً التعاون الذي يتفاخر به الباسيج الإيراني الذي صرح بأن السلطات القطرية كانت متعاونة جداً عندما طلب الباسيج من المنظمين قائمة بأسماء المشجعين الإيرانيين، وانتشر الحرس الثوري في كل مكان بدءاً من الفنادق التي يسكن فيها الجمهور والمنتخب الإيراني إلى أماكن تجمعاتهم والملاعب التي قد تكون المقبرة الأخيرة للآلاف من الإيرانيين.

فقد قامت شركة قرصنة إلكترونية بتزويد قناة «إيران إنترناشيونال» المعارضة للنظام الإيراني بتسريب صوتي لاجتماع نائب قائد الباسيج، قاسم قريشي، مع مجموعة من صحافيي النظام، أُعلن فيه عن ارتياحه لتعاون القطريين، من خلال تسليم النظام الإرهابي قائمة بأسماء المشجعين الإيرانيين.

ولم يقف الأمر عند تسريب أسماء الجمهور بل وصل الأمر إلى قيام الحرس الثوري الإيراني بتهديد وترعيب لاعبي منتخب إيران وتهديدهم بالقبض عليهم عند عودتهم إلى إيران إن قاموا بالإدلاء بأي تصريحات إلى وسائل الإعلام الأجنبية.

وقد كشف مصدر معني بأمن المباريات في كأس العالم أن عائلات اللاعبين أيضاً تعرضوا للتهديد بالسجن والتعذيب إن لم يحسن اللاعبون التصرف. ولأول مرة في تاريخ الكرة يلعب المنتخب في أجواء من الخوف والرهبة ويصرخ الجمهور في وجه الملالي علناً من المدرجات وهم يعلمون أن بانتظارهم سجون إيفين وكوهردشت وربما أيضاً مثل تلك المشانق التي علقها الخميني في أنحاء إيران منذ عودته اللعينة إلى طهران قبل 43 عاماً، فهل ستكون دماء هؤلاء الأبرياء في رقبة العمائم الإيرانية الكاذبة أم في رقبة من سلم قوائم بأسماء المشجعين لقاتلهم؟ ويا لها من لحظة أخيرة لن ينساها كل من تابع هذا المونديال معتقداً بأن ما حصل في الملاعب كان مجرد لعبة كرة.