في خضمّ الأحداث والمظاهرات التي تجوب المدن الإيرانية والتي تطالب بسقوط الثورة الخمينية وخروج الديكتاتور الإيراني علي خامنئي وزمرته الفاسدة، يصدر أمر من المدير العام لقناة الجزيرة في قطر بمنع نشر أو عرض كل ما يخصّ هذه المظاهرات والتكتم عليها والتعتيم. وينصّ الأمر أيضاً بمنع تداول صور هذه المظاهرات حتى على حسابات التواصل الاجتماعي الشخصية لكل العاملين في قناة «الجزيرة»، في الوقت الذي تتجاوب فيه جميع القنوات العالمية مع هذه الانتفاضة من خلال تأييدها ودعمها حتى ترضخ ثورة الخمينيين وملالي إيران إلى مطالب الشعب الإيراني بانتهاء الكابوس الذي استولى على عقول الشعب الإيراني وعلى أهل إيران الذين اكتشفوا زيف هذه الثورة وكذبها حتى تمادت في قتل الأبرياء واعتقال الصحفيين المناهضين لهذه الثورة البغيضة. وقد يكون مقتل الفتاة الكردية مدخلاً لقيام هذه الشرارة، إلا أن الحقيقة التي أدت إلى هذه المظاهرات هي الرغبة في الخلاص من هذه الثورة، في الوقت الذي تحجب قناة الجزيرة كل ما يتعلّق بهذه المظاهرات عن أعين المشاهدين في كل العالم، ولكن ذلك تم من خلال تعميم المدير العام لكل العاملين جاء فيه بناءً على التوجيهات الواردة من الإدارة العليا لشبكة الجزيرة الإعلامية. والسؤال موجّه لسعادة المدير العام، من هي الإدارة العليا لشبكة الجزيرة التي تعارض هذه الثورة وتحجب المظاهرات التي تطالب بإسقاط هذه الثورة؟ وللعلم، قناة الجزيرة أول قناة إعلامية تمنع عرض كل ما يخصّ المظاهرات في إيران.

* كاتب ومحلل سياسي