رونالدو من لشبونة إلى مانشستر يونايتد، ينتهي به المطاف إلى الرياض في مطلع هذا العام الجديد، ليلعب كمهاجم مع النصر في دوري المحترفين السعودي، يعتبر أفضل لاعب في العالم، ويعدّ من أبرز وأشهر اللاعبين في تاريخ كرة القدم. فقد حصل على خمس كرات ذهبية، وهو أول لاعب يفوز بأربعة أحذية ذهبية أوروبية، وقد فاز أيضاً بـ32 بطولة رسمية في مسيرته، من ضمنها سبعة ألقاب دوري، وخمسة ألقاب في دوري أبطال أوروبا. يحمل رونالدو الأرقام القياسية لأكثر عدد من المباريات، بواقع 183 مباراة، وبالنسبة للأهداف سجل 140 هدفاً، ويحظى بكونه الهداف التاريخي لبطولة أمم أوروبا محققاً 14 هدفاً، كما أنه أيضاً أكثر من سجل أهدافاً في كرة القدم الدولية بحصيلة 118 هدفاً، وكذلك هو أحد اللاعبين القلائل الذين شاركوا في أكثر من 1100 مباراة رسمية خلال مسيرتهم، وقام بتسجيل أكثر من 800 هدف رسمي مع الأندية والمنتخب.

فماذا سيضيف إلى سجله؟ وكم سيسجل في شباك الأندية التي سيتنافس معها النصر السعودي؟ وما هي الإضافة التي سيحققها رونالدو للكرة السعودية؟ وهل الإضافة من انضمامه إلى تشكيلة الفريق تقتصر على تسجيل الأهداف؟ أم أنها تتخطى ذلك لتكون إضافة في تشكيل الصورة الذهنية من خلال نقلها وإيصالها إلى العالم؟ وهل تشكل بذلك أيضاً إسهاماً كبيراً في رفع الاستقطاب السياحي السعودي؟

فحسب المتداول والسائد في محيط مختلف المشاهير، سواء من الأوساط الفنية أو الرياضية، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، والمؤثرين في توجهات الأفراد وأسلوب حياتهم وحتى تفكيرهم، وذلك على مستوى دولي وفق هذا الإطار، سواء بالمحتوى أو الحجم الهائل لعدد المتابعين.

بناءً على ذلك فإن كل محبي رونالدو ومتابعيه سيرصدون ويطالعون أنشطة هذا النجم العالمي خارج الملاعب، وأماكن تواجده وزياراته، ويقتادون به ويحاكون خياراته، ويقلدون أسلوب حياته، في البيئة التي يقيم فيها، ومنها يتَعرّفون ويَعرِفون ثقافة البلد، ويطّلِعون على موارده السياحية، ومستوى الخدمات في الفنادق والمطاعم والمتاجر، والنقل، والأنشطة الترفيهية، والمواقع السياحية.

غير أنّ في انضمام رونالدو إلى تشكيلة النصر السعودي، ما يضاف إلى العوامل المحفِّزة في ذلك للجمهور، وهو عامل الفضُول الذي قد يكون الأكثر تحفيزاً للرغبة في الاكتشاف والتعرف على هذه البيئة المختلفة، التي تعدّ الأولى من نوعها، من حيث اختيار نجمهم أن يضيء بشُهرتِه ليس فقط ملاعبها، وإنّما أيضاً كل الأماكن التي تخطو رجله إليها.

ويأتي هذا التوجه السعودي المتمثل في ضم أحد ألمع لاعبي كرة القدم إلى صفوف أحد أهم الأندية السعودية، ضمن إستراتيجية المملكة العربية السعودية، نحو النّقلة النوعية التي حققتها في إطار رؤية 2030، ليضيف بذلك حزمة أخرى من الإنجازات، حزمة مختومة بصفة خاصة بطابع رياضي، وبصفة عامة بطابع تشكيل الصورة الذهنية القيمة والمتميزة عن السعودية في الخارج.