يحدثني صديقي في أمور عديدة وهو «يتحلطم»، فقلت له: اهدأ وخلك مع المنتخب، فالبحرين بالأمس تصدرت مجموعتها في كأس الخليج وتأهلت للدور قبل النهائي لملاقاة المنتخب العماني، وهذا أمر يثلج الصدر وجعلنا نفرح لبلادنا.

التعادل مع الكويت ضمن لمنتخبنا الوطني تبوء المركز الأول في المجموعة، بالتالي تجنب ملاقاة صاحب الأرض والجمهور المنتخب العراقي في الدور القادم، وهذا كان أحد الأهداف المطلوبة، إذ المنتخب العراقي قدم مستوى كبيراً في هذه البطولة، ونواياه واضحة تماماً تجاه تحقيق البطولة على أرضه.

دخلت البحرين كأس الخليج وهي حاملة للقب الذي حققته في البطولة السابقة، وبديهياً منتخبنا من المرشحين للبطولة، ومن خلال النتائج والأداء خلال مباريات دور المجموعات أكد بأنه بالفعل أحد أبرز المرشحين، إن لم يكن المرشح الأبرز بجانب العراق، إلا أن القادم أصعب، خاصة وأن التعادل مع الكويت في ظل إضاعة العديد من الفرص يعطي مؤشراً يستدعي الوقوف عنده، وهو المعني بالجدية في استغلال الفرص وعدم إهدارها.

نعم منتخبنا دخل المباراة وهو شبه ضامن التأهل، وكان القلق الوحيد من الخسارة ودخولنا لحسابات هنا وهناك، لكن بالتأكيد الفريق الفني بقيادة المدرب سيضعون المباراة الأخيرة موضع الاعتبار في التحليل والاستعداد لمواجهة المنتخب العماني في الدور نصف النهائي، إذ أمامنا مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، الفوز فيها هو المطلوب للوصول إلى النهائي بمسعى الحفاظ على اللقب.

اليوم لدينا مجموعة من الشباب المميزين والمجتهدين، بعض منهم كان متواجداً في النسخة السابقة للبطولة، ويحسب له أنه شارك في صناعة أول إنجاز بحريني بالنسبة لكأس الخليج العربي بالظفر في اللقب الأول الذي طال انتظاره، بالتالي التعويل على هؤلاء الشباب كبير جداً في إعادة صناعة الإنجاز، وفي استنساخ التاريخ عبر الحفاظ على اللقب.

كرة القدم تظل الرياضة الأولى في العالم، ولربما أتحدث عن منطقتنا الخليجية والعربية وحتى على المستوى الأوروبي، بالتالي التطلع لمزيد من الإنجازات الرياضية في هذا المجال طموح دائم بالنسبة لنا، ومن خلال تطوير المنظومة الرياضية بشكل ملحوظ في البحرين مؤخراً وانعكاسها على جانب كرة القدم، نجد بأن المنتخب البحريني الكروي نجح في إثبات نفسه، ووصل لنهائيات عديدة، والفارق كان نجاحه في تحقيق الألقاب، وهو أمر كنا نفتقده منذ زمن طويل جداً.

بالتالي دعواتنا لهذا المنتخب الواعد، لهؤلاء الشباب المخلصين بأن يواصلوا مشوارهم الإيجابي في البطولة، وأن يكونوا على مستوى المسؤولية والتحدي في مواجهة المنتخب العماني بالدور نصف النهائي، وبعدها لكل حادث حديث، وما أجمله من حديث إن تحقق، لأننا سنتحدث عن نهائي آخر بإذن الله، الطرف المرشح فيه هو منتخبنا الذين نتمنى بأن يعود بالكأس مجدداً للبحرين الغالية.

فالكم التوفيق يا شباب، وكل الثقة فيكم لرسم فرحة كروية بإنجاز يسجل في ذاكرة هذا الوطن.

اتجاه معاكس

الجميل فيما يحققه منتخبنا الوطني أنه جعل أبناءنا الصغار يتابعون مبارياته، ويشجعون منتخب بلادهم، وهذا ما يزرع فيهم حب كل شيء يمثل البحرين، ويزرع لديهم الانتماء حتى على المستوى الرياضي. وهذه أحد المكاسب المهمة التي تنجح الرياضة في تحقيقها، طالما هناك أداء مشرف وإنجازات تتحقق.