«اللي ما شاف البصرة مات حسرة» مثل قديم يعبّر عن الجمال الرباني والمزايا الطبيعية التي خُصّت بها منطقة البصرة. والذي ساهم بشكل كبير في زهو النشاط الاقتصادي الخاص بالعراق، كما ويوصف سكانها بالطيبة والأصل وحسن الخلق، وقد ساهم التغلغل الإيراني والإهمال المتعمد من قبل الطبقة السياسية التابعة لإيران في دمار كبير لهذه المدينة العزيزة.

وعليه فإن هذا الوصف لأهل البصرة بشكل خاص وأهل العراق العرب الشرفاء بشكل عام انعكس بكل مصداقية خلال استقبال اشقائهم العرب والخليجيين في بطولة كأس الخليج العربي الخامسة والعشرين. هذه البطولة التي تمثل أحد رموز التضامن والتعاضد بين دول الخليج العربي، واستمرارها يؤكد أن الأُخوّة الراسخة تفوق أية خلافات سياسية وأن اسم البطولة يعتز به أبناء دول الخليج العربي ويغيظ الدولة الصفوية صاحبة الإرهاب التي ساهمت في دمار للدول العربية التي تغلغلت فيها من خلال ميليشياتها.

ورغم أنف الحاقدين والمغرضين فقد أقيمت البطولة، وتمت قبلها التحضيرات اللازمة التي صنعت لابن البلد الفرصة للمساهمة في الأمور التنظيمية وإعادة ترميم البنى التحتية. وتفاعلت أغلب وسائل الإعلام العربية والأجنبية وكان لها فرصة التحدث عن إنجاز محلي عربي خالٍ من العصبية ومجرد من التفجيرات والقنابل الدموية.

المتابع للبطولة سيلاحظ أن كل المدرجات بالمشجعين مملوءة، والهتافات والأصوات مرفوعة والعيون كما القلوب مسرورة ليس بأهداف وإصابات منشودة بل لمشاهدتها نبض الحياة يعود هذه المدينة العزيزة المنكوبة.

«كرة» تمكنت بعزم أهلها الأوفياء وإصرارهم بأن تُرجع أُناساً عن ديارهم سنوات عديدة مهجرين، وعن أهلهم منقطعين، ولتراب أرضهم محرومين.

هذه بداية العودة إلى الأمام يا «البصرة»، ومنها إلى الأعلى رغم كل المحاولات الأليمة التي تأخذك وأهلك إلى الأوقات السخينة.

خليجنا واحد وشعبنا واحد.. يعيش فليعش.