إن اللقاء التشاوري الذي شارك فيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، والذي جمع أصحاب الجلالة والفخامة والسمو بعض من قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، هو لقاء خير من أجل تحقيق التنمية والاستقرار للشعوب العربية حيث جاء لترسيخ آليات العمل المشترك والتكامل الإقليمي.

لطالما كان اتحاد القادة العرب اتحاد خير ونماء للأمة العربية، وكذلك من أجل تنسيق المواقف إزاء التحديات، وهذا فأل خير، ونتمنى أن ينتج عنه مبادرات وتعاون تجاه التحديات الأمنية والاقتصادية الملحة التي تهدد المنطقة العربية والعالم، في ظل الأوضاع العالمية المتقلبة.

إن عنوان الازدهار والاستقرار في المنطقة الذي اتخذه القادة العرب للقائهم يبعث الأمل ويجعلنا نشعر بالتفاؤل في تحقيق التكامل والتعاون الذي نحلم به بين الدول العربية ووقوفها صفاً واحداً تجاه التحديات المقلقة في العالم، خصوصاً أن أزمة إمداد المنتجات القادمة من الصين ستطل على العالم بوجه بائس خلال الفترة القادمة مع انتشار فيروس كورونا (كوفيد19) في الريف الصيني بعد أن ضرب العديد من المدن حيث بلغت الإصابات في أحد الأيام 38 مليون إصابة في رقم لم يتخيله أسوأ المتشائمين، بالإضافة إلى أن تصريحات رئيس أوكرانيا تجاه القرم لم تكن تصريحات فارغة بعد أن أقر الرئيس الأمريكي جو بايدن بتفكيره بإمداد رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي بأسلحة من أجل توسيع رقعة الصراع إلى شبه جزيرة القرم التي تقع تحت حكم روسيا منذ عام 2014.

إن تأكيد القادة العرب على احترامهم مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة هو تأكيد على إيمان الدول العربية بحسن الجوار واحترامهم سيادة الدول ودعمهم لاستقرار المنطقة خصوصاً مع التحديات التي تلقي بظلالها علينا وإقحامنا بها بين حين وآخر.

إن قادة وشعوب العالم العربي تؤمن بالسلام وتحلم به وتريد للعالم أن يعم الاستقرار في العالم، وأن تخمد نار الحروب التي تشتعل في أرجاء العالم وتلتهم مقدرات البشر. نتمنى أن تستمر اللقاءات التشاورية التنموية وأن ينتج عنها تكامل وتعاون لتحقيق اعتماد الدول العربية على أنفسها في إنتاج احتياجاتها واستغلال المواد الخام التي تزخر بها الأرض العربية، وزراعة كل ما يمكن زراعته حتى نعتمد على أنفسنا.