تثيرنا بعض الأفلام الأمريكية في كثير من المواضيع الحياتية ونستشعرها بجدية عندما يخاطب المحتوى المنطق والفكر ويلامس القلب أيضاً؛ فالقصة الجيدة بحواراتها المتقنة وإنتاجها الضخم تجعل هذه الأفلام محوراً مهماً في تفكير المشاهد، وخصوصاً عندما يخاطب المستقبل وبعض القضايا المهمة والمهيمنة على الساحة العالمية والمشتركة بين شعوب العالم، مثل قضية في غاية الأهمية وهي ملاءمة كوكب الأرض للعيش فيه بعد سنوات مع زيادة التعداد السكاني وارتفاع التلوث البيئي وسبل البحث عن التنوع الاقتصادي ومصادر للطاقة الطبيعية والمتجددة في مكان آخر.

ربما يستبعد البعض هذه الأفكار ونوعية هذه الأفلام، ولكن على مر السنوات التي عاصرناها والتغير الجذري الذي واكب التطور والتقدم العلمي والازدهار في مختلف مناحي الحياة أصبح المستبعد قريباً والفكرة الشاذة قابلة للتطبيق والمستحيل أصبح حقيقة، فأي نظرية علمية لا تطابق قدراتنا الفكرية أصبحت ممكنة بل أصبحنا نؤمن بها حتى ولو يتطلب تطبيقها مئات السنين؛ ذلك لأننا لا نؤمن بالمستحيل، بل نؤمن بالعقول النيرة والعقول التي تبني من أجل البشرية.

عندما كنت طفلة أذكر أنني كنت أستبعد بعض الأفكار التي تتناولها بعض أفلام الكارتونية والتي تتطرق إلى التطور العلمي والتنظير لخدمة البشرية مثل الإنسان الآلي والطائرة من غير طيار والكباري متعددة الطوابق والهواتف الذكية والكثير من أفلام علوم التكنولوجيا والتي كنا نعدها هلوسة سينمائية ومستحيلة، ولكن مع التطور والتقدم العلمي أصبحت أبصم بالعشرة أن كل شيء جائز وأي فكرة جديدة لا أجادل فيها كما كنت في السابق، بل أصبح يأخذني البعيد للقريب وأي فكرة فوق اللامستحيل، وكل شيء ممكن، وهكذا أصبحنا نعيش في عصر التكنولوجيا؛ لأننا نشاهد التسارع في تقدمنا.

اهتمام الدول بعلوم الفضاء والتعاون في اكتشاف ما وراء مجموعتنا الشمسية وكثرة البعثات الفضائية الاستكشافية وإطلاق الكثير والكثير من الأقمار الصناعية الضخمة والدراسات والبحوث المتعلقة بالفضاء من أجل الحصول على كوكب آخر للعيش فيه أو الحصول على كوكب بمعايير مقاربة لكوكب الأرض ومعالجة بعض أساسيات الحياة أمر متاح وجيد حتى تتمكن الأجيال القادمة من العيش على الكوكب المختار، فهل يمكن استبعاد هذه الفكرة أم يمكن بعد سنوات من البحث والدراسة للإنسان هجر كوكب الأرض إلى كوكب آخر ملائم؟ يمكن.

هذه الفكرة ليست ببعيدة ربما ليس على كوكب آخر ربما على سفينة فضائية ضخمة تجوب الفضاء -كما في بعض الأفلام- مزودة بكافة مستلزمات الحياة الضرورية والترفيهية، وما المانع في ذلك إن جاهد العلماء والمهتمون بالفضاء دروباً أخرى من أجل استمرار العيش وإنعاش الأرض مجدداً لتكون صالحة للعيش فيها، لذلك الاهتمام بالفضاء أمر لا بد منه ولا بد من رصد كافة الطاقات والميزانيات المسموحة حتى نسابق الزمن من أجل الزمن ولا بد من الاهتمام بدراسة علوم الفضاء من أجل البقاء والاستثمار فيه، فلا ندري ربما نخدم الأجيال القادمة في إيجاد بيئة مناسبة وتكون هجرتهم إلى الفضاء مثل تنقلنا من بلد إلى آخر.