تلاحظون طبعاً لمن يتصفح صحفنا المحلية بشكل يومي، أو من يتابع الحسابات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي، تلاحظون وجود كم كبير من الأخبار التي تتحدث عن لقاءات تحصل بين النواب والوزراء. طبعاً كثير من الأخبار يتحدث بشكل عام عن التعاون والعمل المشترك، وقد تتضمن بعض التفاصيل المرتبطة باختصاص الوزارة التي معني بها الوزير الذي يلتقي به النائب، وقليل ما تجدون تفاصيل غنية معنية بقضية ما تناقش، وهنا المسألة مرهونة بالجهة التي تصدر الخبر، أكان رسمياً من الجهة التنفيذية أو خبراً يصاغ ويصدره مكتب النائب.

طبعاً للتوضيح هنا بأن العلاقة بين أفراد السلطتين التشريعية والتنفيذية ليست محصورة أبداً بجلسات البرلمان الأسبوعية أو الاستثنائية، وليست محصورة بأسئلة توجه وإجابات تقدم، بل إيجابي أن نرى أيضاً هذه اللقاءات التي تحصل ويتم فيها مناقشة عديد من الأمور. الشواهد السابقة تفيد بأن كثيراً من الأمور تحركت بسبب هذه اللقاءات، وخاصة لما يكون النائب أميناً على إيصال أصوات ناخبيه وأهالي دائرته بشأن قضية ما للوزير المختص. والإيجابي أن يكون الوزير مهتماً أيضاً ويتحرك بسرعة لمعالجة أي مسألة ما أو تذليل الصعوبات أو إيجاد الحلول. في هذه الحالة التقدير يوجه للاثنين النائب والوزير، والمستفيد طبعاً هم المواطنون، وهنا يقاس نجاح هذا الحراك بالمردود العائد على الناس وهل تحركت الأمور؟! وهل تحققت نتائج مرضية؟!

هذه ديناميكية العمل المطلوبة لتحقيق أقصى درجات الاستفادة التي تصب لصالح المواطن. وهنا التحية لكل وزير يعلنها بصراحة للنواب بأن هدفه العمل معهم بكل وضوح، وأنه يطلب منهم معاونته ومساعدته للارتقاء بالعمل بما يخدم البحرين وأهلها، ويحقق تطلعات المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم حفظه الله، ويحقق أيضاً أهداف الرؤية الاقتصادية التي وضعها صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله. هذا هو المشهد المثالي، وهذا هو الوضع الطبيعي. لكن طبعاً التعميم المطلق لن يصح، إذ ستجد بالتأكيد، وهناك شواهد سابقة تشهد للأسف على سعي بعض النماذج لتحقيق مكاسب محدودة أو ضيقة تحقق مصلحة فئات معينة ولا تعمم المصلحة على الجميع، وهذا خطأ جسيم نتمنى من نوابنا الكرام الجدد ألا يقعوا فيه، إذ أنت تمثل الجميع الذين وثقوا بك، بل أنت تمثل كل شعب البحرين. وأيضاً في الجانب الآخر نتطلع إلى حرص الوزراء على تصحيح مسار أي تواصل يُستشف منه أنه لن يفيض بالفائدة على الجميع، وهذا هو قسم الوزراء أمام جلالة الملك المعظم بأن يكونوا مخلصين للوطن والملك وأن يذودوا عن مصالح الشعب، طبعاً كل الشعب، وهذا عشمنا فيهم بالتأكيد. وعليه هذه حالة صحية طالما تثمر عن مخرجات إيجابية تحقق صالح الناس. وهنا تذكر يا نائب أنك تحمل ثقة الناس وأمانة إيصال صوتهم، فعندما تقابل الوزير تذكر الناس ومطالبهم وضع أي أمور خاصة بك عند الباب، وهذا هو النائب الذي يُفتخر به ويشهد له الناس.