لا زال التفاعل مع اليوم العالمي للغة العربية مستمراً سواء في الإعلام الرسمي أو في الإعلام الاجتماعي، وقد تنوعت الموضوعات التي عولجت حول اللغة العربية، ونالت اهتمام الجميع.

وفي الفترة الأخيرة استوقفتني مبادرة بعنوان: «تحدث العربية» حيث أطلقت هذه المبادرة في المملكة العربية السعودية من قبل الناشط الاجتماعي عبدالله الأنصاري، والمبادرة عبارة هي حملة للتشجيع على التحدث باللغة العربية في المحلات التجارية وفي الأماكن العامة وغيرها من الجهات، حيث يمنح المحل التجاري ختماً خاصاً على شكل دائرة كتب داخله عبارة تحدث العربية، ولا يمنح هذا الختم «العلامة» إلا للمحلات التي يلتزم فيها العاملون، ويلزم الزبائن أيضاً بالتحدث باللغة العربية. لتصبح هذه العلاقة ميزة تميز هذا المحل.

وقد تجاوب عدد كبير من المحلات مع هذه الحملة، والتزموا بالتحدث باللغة العربية حيث تجاوز عدد المحلات والجهات المتجاوبة مع هذه الحملة والحاصلة على هذه العلامة المئة وخمسين جهة، وتحت مظلة هذه الحملة أطلقت العديد من الفيديوهات التي تدعو للتحدث باللغة العربية، كما تدعو لعدم تكسير اللغة العربية عند التحدث مع غير الناطقين بها.

ومن هذه الفيديوهات فيديو بعنوان: تحدث العربية منتج من قبل محمد الدبيخي، عرض هذا الفيديو بأسلوب عصري يتناسب ولغة الشباب المعاصر، ويطرح في الوقت نفسه أحد المبادئ والقيم الأصيلة في ثقافتنا العربية الإسلامية وقد عالج هذا الفيديو مفاهيم هامة في مجال الحفاظ على اللغة العربية نذكر منها: الدعوة للتحدث باللغة العربية، وضرب أمثلة بأنه لن تحصل على امتيازات إن تحدثت باللغة الأجنبية فإذا طلبت الطعام بنكهة الفستق لن يكون الفستق أفضل إذا قلت «بستاشو» بدل كلمة فستق، ولن تحصل قيمة السلعة مخفضة إذا قلت «اسكيوزمي» بدلاً من لطفاً.

كما دعي فيديو آخر تحت مظلة هذه الحملة إلى عدم تكسير اللغة العربية عند التحدث مع الأجانب غير الناطقين باللغة العربية خاصة الآسيويين منهم، حيث يتحدث العرب مع الأجانب بلغة مكسرة على غرار من لا يتقن التحدث باللغة العربية، وبالتالي لن يتحدث الناس باللغة العربية السليمة.

كما دعا أصحاب هذه الحملة من خلال الفيديوهات التي نشروها في وسائل التواصل الاجتماعي للتحدث باللغة العربية مؤكدين أن أقصر طريق لرفع مكانة العربية ليس في كثرة مديحها بل في كثرة استخدامها. إن السبب في عدم استخدام اللغة العربية ليست لأن اللغة العربية لا تصلح لأن تكون لغة العلوم ولغة المهن والوظائف، ولغة التحدث في الحياة الاجتماعية، ولكن المشكلة هي مشكلة أزمة ثقة الشباب بأنفسهم وعدم اعتزازهم بثقافة الأمة، فالصينيون يعتمدن اللغة الصينية كلغة وظيفة ولغة للتعلم العلوم، وكذلك الروس، وكذلك الإسبان، وكذلك غالبية أصحاب اللغات، إن عدم التحدث باللغة الأم هي مشكلة شائعة في المجتمعات العربية وتلك أزمة حضارية علينا معالجتها، ولعل مبادرة تحدث العربية من الجهود المشكورة التي تعالج تلك الإشكالية الحضارية.. ودمتم أبناء قومي سالمين.