نعم لقد سقطت ورقة التوت، وسقطت معها عصا البطش والقتل والإرهاب، لقد حانت ساعة الرحيل، إلى عالم مجهول، يعيد ملالي ومجرمي إيران إلى ما قبل 1979. لقد فر الكثير من الملالي بطائراتهم الخاصة أو عبر الأجواء الدولية وقد يكون الكثير منهم حاصلاً على جوازات سفر أجنبية لاستخدامها وقت الأزمات. نعم لقد انتفض الشعب الإيراني ضد الحكم الفاسد، ضد الحكم الإرهابي، ضد حكم البطش والتعذيب واختطاف الفتيات من بيوتهن وجامعاتهن.

لقد أعلن الشعب الإيراني كلمته للديكتاتور وزمرته الفاسدة، ارحلوا أيها المجرمون، ومع تدفق الآلاف من الشعب الإيراني ازدادت رقعة الاحتجاجات والمظاهرات المنادية بسقوط النظام، وفي الوقت الذي تشهد فيه طهران والمدن الرئيسية حدة الانتفاضة جاءت أول ضربة موجعة في أصفهان في أكبر مصنع للطائرات المسيّرة، وهذه الضربة ما هي إلا نذير بقرب ساعة الرحيل، فالثورة الخمينية أتت ولها تاريخ إنتاج 1979 ولها أيضاً تاريخ نهاية الصلاحية شأنها شأن «القاعدة» و«داعش» وطالبان والحوثي و«حزب الله»، جميعهم لهم تاريخ إنتاج ولهم تاريخ نهاية. ولكن ماذا سيفعل من انساقوا وراء هذه الثورة أمثال حسن نصر الله والحوثي وغيرهم حينما يتم الجلاء النهائي كما حصل في كابل، والسؤال، هل بديل الثورة الخمينية جاهز ليحلّ مكانها؟ هل تم استهداف جهة ما وتدريبها لتكون البديل؟ هذا ما سنراه بعد رحيل الديكتاتور خامنئي وعصابته الفاسدة، وبسقوط هذا النظام ستسقط معه أنظمة وأتباع، وسيهاجرون في بقاع الأرض يبحثون عن مأوى يؤويهم بعدما عاثوا في الأرض فساداً بعدما قتلوا ونهبوا.

* كاتب ومحلل سياسي