دعوت في مقالتي السابقة إلى تفعيل كل الأدوات الممكنة من أجل تطوير القطاع السياحي البحريني، باعتباره رافداً مهماً للاقتصاد الوطني، إلى جانب تأثيره المباشر وغير المباشر على مختلف القطاعات الوطنية؛ التعليمية والترفيهية والرياضية والثقافية.. إلخ، والاستفادة من تجارب الدول الشقيقة والصديقة في هذا المجال، خصوصاً التي تتشابه معنا تاريخياً وثقافياً وجغرافياً.

اليوم؛ وبعد النجاحات الكبيرة والمذهلة التي حققتها المملكة العربية السعودية في فترة وجيزة، خصوصاً لجهة تطوير القطاع السياحي في المملكة، والاستفادة من كل الإمكانيات الجغرافية والطبيعية والبشرية، أضافت فكرة جديدة، أقل ما يمكن أن توصف به بأنها «مذهلة».

فقد أعلنت هيئة السياحة السعودية عن إتاحة الفرصة للمسافرين الدوليين عبر الخطوط السعودية وطيران ناس؛ التوقف في المملكة لمدة تصل إلى 96 ساعة، عند إضافتهم لمحطة توقف في أحد مطارات المملكة، قبل الوصول إلى محطتهم النهائية.

وأشارت الهيئة في إعلانها إلى أنه يمكن للمسافرين الدوليين إصدار تأشيرة مرور بشكل تلقائي ومجاني، قبل الرحلة بـ90 يوماً عبر المنصات الإلكترونية المخصصة للحجز على رحلات الخطوط السعودية وطيران ناس.

ماذا يعني هذا؟!

ببساطة، الإسهام في ترسيخ مكانة السعودية كوجهة سياحية عالمية رائدة، وتحقيق الأهداف التي تم وضعها لهذا القطاع، والساعية إلى زيادة مساهمة السياحة في الناتج الإجمالي السعودي، إلى جانب إتاحة الفرصة للمسافرين «ترانزيت» التعرف على الوجهات السياحية، وما تضمنه المملكة من تنوع ومواقع تاريخية وتراثية وخدمات ومنتجعات سياحية.

ولأجل تحقيق هذا الهدف؛ فقد تكاتفت جهود كل الجهات المعنية في المملكة، السياحة والداخلية والخارجية وشركات الطيران، لتسهيل الإجراءات وتبسيطها، وبما يحقق الأهداف التي وضعتها الدولة بجذب ما يزيد عن 100 مليون زيارة سنوية بحلول العام 2030، إلى جانب تحقيق استراتيجية الطيران المدني بالوصول إلى 330 مليون مسافر وربط مدن المملكة مع 250 وجهة عالمية.

بالطبع فإن هذه المبادرة لم تكن الأولى لتحقيق مستهدفات المملكة السياحية، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، فعندما تجتمع العزيمة والإمكانيات والتخطيط السليم والرغبة في العمل والإنجاز والتفكير الإبداعي لا يمكننا الحديث عن مستحيل، وهو ما نراه يتحقق يوماً بعد يوم في المملكة العربية السعودية.

اليوم، وخلال سنوات قليلة، استطاعت السعودية أن تصبح مقصداً هاماً للسياحة الدولية، بل يمكننا القول إنها قد تفوقت على نفسها، وما نراه من أنشطة وفعاليات وبرامج -إلى جانب استضافتها عدداً كبيراً من المؤتمرات والمعارض في مختلف القطاعات- ما هو إلا دليل آخر على عمق الرؤية وسلامة التخطيط ونجاح التنفيذ.

نتمنى كل الخير للأشقاء في السعودية وتحية لكل الجهود المخلصة، فنحن نكبر بكم ومعكم.. والفال لنا.