شهدت الأجواء الأمريكية وجود منطاد صيني ووصفه الإعلام الأمريكي بأنه معد لغرض التجسس، حيث تواجد في بادئ الأمر في كندا ومن ثم دخل الأجواء الأمريكية في مونتانا التي تحوي على أهم مصانع ومخازن الصواريخ الاستراتيجية العابرة للقارات إلى أن تم إسقاطه في شرق أمريكا في ولاية كارولينا.

ورغم كل ذلك، فقد كشفت صحيفة بلومبرج أن إدارة بايدن على علم بوجود المنطاد منذ تاريخ 28 يناير الماضي أي قبل إعلان البيت الأبيض بأكثر من 8 أيام، بمعنى أن عدم الكشف عن ذلك في حينها يثير عدداً من التساؤلات والرسائل ليس على المستوى المحلي بل على المستوى الدولي.

فتعامل الإدارة الأمريكية مع قضية المنطاد يعطي مؤشرات واضحة بأن واشنطن تقوم بتصعيد غير مدروس، حيث تم مؤخراً الإعلان عن إنشاء قواعد أمريكية على سواحل الفلبين، كما أن الأمر تطور أكثر قبل ذلك بإعلان رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي زيارته لتايوان مما اعتبرته بكين انتهاكاً واضحاً للصين الواحدة وتهديداً واضحاً لها، وبالتالي ارتأت الصين بأن الأمر يستلزم القيام بخطوات مضادة.

غير أن الرد بالنسبة للمراقبين في أمريكا كان مهينً جداً لإدارة الرئيس جو بايدن واعتبروا أن الصين تستغل ضعف تلك الإدارة وتمارس ضغوطها وعملياتها التجسسية في الوقت الذي يتهم الحزب الجمهوري بايدن بأنه لديه عمليات مشبوهة مع الصين بعد فضائح «لاب توب» ابنه هانتر.

وهذا يقودنا إلى أن هناك خللاً في سياسات البيت الأبيض، فلا يمكن أن تمر حادثة المنطاد مرور الكرام، فإن من يرمي نظرية المؤامرة على هذه الحادثة وأن هناك تنسيقاً مع الجانب الصيني وأن ما قامت في واشنطن مجرد «مسرحية» فهذا يعني أن جميع ما يحدث على مستوى العالم هي مؤامرة، وهذا الحديث خرج عن نطاق العقلانية في الطرح.

إن ما جرى في واشنطن من قبل الصين هي إهانة لإدارة البيت الأبيض والدفاعات الجوية الأمريكية التي تسمي نفسها هي الأفضل على مستوى العالم، فالمنطاد كانت رسالته واضحة بأن بكين قادرة على الوصول إلى واشنطن فهذه المرة كان منطاداً يحمل أجهزة التجسس ولا تعلم المرة القادمة ماذا سيكون منطاداً لقنابل نووية!