لطالما كانت دول الخليج هدفاً من أجل غايات، رغم أن دول الخليج وحدها لا تعرف لنجدة الملهوف إلا السرعة في مد يد العون، ولطالما كانت دول الخليج هي الأُولى بين دول العالم بالإسراع في نجدة المنكوبين رغم ما تكن لها دول كبرى من عداوات، ولطالما تحدثت عنها وسائل إعلام ووصفتها بأبشع الأوصاف رغم ما تقدمه من مساعدات إنسانية، ولكن دول الخليج بداخلها الأصالة والنخوة ومساعدة الأبرياء والمنكوبين، لا يهمها ما يُقال عنها ولا تكترث بما يُدبر لها، والأدلة كثيرة ومتتابعة. في الأسبوع الماضي كانت إرادة المولى القدير بأن تصاب دولتان مسلمتان، الأولى عربية والثانية صديقة، بزلزال مروّع الأول من نوعه في التاريخ، كان ضحايا هذا الزلزال حتى كتابة المقال هي 37000 قتيل من الدولتين، والعدد قابل للزيادة، أما عدد الجرحى فأكثر من 100000 جريح. ضربة موجعة أصابت الأبرياء والنساء والأطفال، ولكنها إرادة المولى عز وجل، فهبّت دول الخليج للمساعدة حينما رأت الفاجعة وأرسلت المعدات والتجهيزات الطبية. فالمملكة العربية السعودية وحدها قامت بإنشاء جسر جوي من الطائرات المزودة بالأطباء والمسعفين والمساعدين والأدوية وأرسلت طائرات الإخلاء الطبي لنقل المصابين، بل وأكثر من ذلك استدعت المملكة العربية السعودية، ممثلة في الخطوط السعودية، أكبر وأضخم طائرة نقل في العالم، وتم تحميلها بالمعدات الثقيلة ومعدات الحفر والرافعات وإزاحة الركام الخرسانية، وتم إرسال فرق إنقاذ من الدفاع المدني والمسعفين الذين باشروا أعمالهم ليلاً ونهاراً في محاولات لإنقاذ من هم تحت الأنقاض. هذه هي المملكة العربية السعودية، وهذه هي دول الخليج العربي السباقة للعمل الإنساني ونجده الأصدقاء رغم كل الظروف والأحقاد، ولطالما سارعت دول الخليج في إنقاذ دول كادت تنتهي لانخفاض اقتصادها، ولكن كانت السعودية وشقيقاتها هم من هبوا لإنقاذ الأصدقاء وضخ الأموال في بنوكهم المركزية حتى عادت الحياة إليهم. تحية لكم من الأعماق يا خليجنا العربي، وأدام الله علينا نعمة الإسلام ونحن ننعم بالأمن والرخاء في ظل قياداتنا الخليجية.

* كاتب ومحلل سياسي