بين الأمس واليوم، أتى على البشر حين من الدهر ألزمهم المقر، ثّم حلّت بهم في حين غرّة نازلة فأصبحوا من مسكنهم في مفر، فهل من عبر؟

لقد انقضى بالأمس القريب زمن عصيب، كان على البشرية شديداً، إذ خيّمَت عليها كارثة تفشّي وباء كوفيد، على مدى حولين أو يزيد، وأجبرتهم على التباعد فكان المَفرُّ إلى بيوتهم من الجائحة هو الملاذ الوحيد.

واليوم قد حلّ في وقت وجيز زلزال عنيف، فهرع عن بيته هلعاً من نجى منه إلى الخارج إذ بات ملاذهم من الهلاك وأصبح لهم في العراء مستقر.

كارثتان من أكبر الخسائر البشرية على التوالي التي عرفتها الإنسانية، فوفق ما تشير له الإحصائيات تسببت جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) في وفاة ما يقرب من 15 مليون شخص حول العالم، حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية أواخر العام الماضي. ووفق ما أفادت به وكالة أنباء الأناضول ووكالة الأنباء السورية عن عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين في مناطق عدة، فإن حصيلة الوفيات في بضعة أيام تجاوزت إلى غاية الآن 44 ألفاً، وهي حصيلة لا تشمل عدد ضحايا القتال بين بني الإنسان.

إلى أين تمضي بنا الكوارث؟! وإلى أين نمضي بأنفسنا؟!