كالعادة تبدع بلادنا حينما تتم استضافة سباق الجائزة الكبرى للفورمولا واحد.

وهذه ليست شهادتنا نحن، بل شهادة العالم وخبراء هذه الرياضة واتحاد السيارات الدولي، وكل من يأتي للبحرين ليرى بعينه ماذا يحصل في «لؤلؤة الصحراء»، أو الملايين الذين يتابعون تفاصيل السباق وما يسبقه من تصفيات تأهيلية وحصص التدريب التي تقوم بها الفرق والسائقون.

كل عام تتميز البحرين، والتي كان لها السبق في إدخال رياضة سباقات الفورمولا واحد إلى المنطقة الخليجية والعربية، واستحقت مسمى «موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط»، وذلك بفضل توفيق الله ثم رؤية «عراب الحلبة وسباقنا» صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، حينما نجح في جلب هذا السباق العالمي إلى بلادنا العزيزة.

باستضافة هذا السباق، وبالأسلوب الفخم والراقي في الاستضافة وتقديم العروض المصاحبة على امتداد البحرين وأيضاً العروض الترفيهية في أرض الحلبة، والسباقات المساندة، يضاف إليها طبيعة حلبتنا الصحراوية التي تمتد وسط واحة جميلة من الملامح، أصبحت البحرين على كل لسان حول العالم.

أعرف ذلك لأني عايشته في عديد من الدول التي زرتها، حتى في أقاصي القارات، إذ قبل عامين كنت في الأرجنتين وفي أقصى جنوب قارة أمريكا اللاتينية، وهناك حينما سألوني من أين وقلت البحرين، ابتسموا وقالوا: فورمولا واحد. المميز في هذا العام، واستضافة سباق البحرين الذي هو انطلاقة الموسم الجديد وسط استعداد قوي من الفرق والسائقين، المميز هو الإقبال الجماهيري الكبير، إذ كثير من المنصات أعلن استنفاذ تذاكرها المباعة قبل أيام من السباق، بل اليوم ونحن ننتظر السباق كل التذاكر مباعة، وحلبة البحرين الدولية ستكون ممتلئة برقم قياسي بالتأكيد، ونحمد الله على هذا التوفيق وهذا النجاح المستمر.

تتجول في أرجاء الحلبة فتجد جنسيات عديدة، وتجد أشقاء من دول قريبة، وتجد جهوداً كبيرة مبذولة من قبل منظمي السباق وإدارة الحلبة وكل جهة معنية بالبحرين لتوفر كافة الأجواء المناسبة التي تحقق لعائلة والأفراد فرصة الاستمتاع بأجواء مميزة لا تنسى.

بل المميز أكثر، بالمقارنة مع الأعوام السابقة ودخول هذه الرياضة الجديدة علينا، والتي كان يهتم بها أعداد محددة ونخبة معنية بمتابعة رياضة السيارات، نجد اليوم بأن الاهتمام وصل لأعداد كبيرة، وزاد عدد المتابعين للسباقات المساندة، وطبعاً للسباق الكبير المعني بسيارات الفورمولا واحد، وهذا يتضح تماماً عند انطلاق السباق واحتدام المنافسة فيه، إذ ما شهدناه هو امتلاء المدرجات ووجود الناس في منطقة متابعة السباق، وهذه ثقافة انتشرت وصارت تميز الحضور المهتم بالتواجد في حلبة البحرين الدولية.

حتى الأطفال الصغار ستجدون نوعيات ستستمتع بالفعاليات في منطقة الترفيه، لكنها ذاتها تسأل عن السباق وتريد متابعته وتشجع الفرق المختلفة فيه، وكذلك تتابع سائقيها المفضلين، وكل هذا يؤكد على صحة المقولة التي أطلقت على البحرين حينما انطلق سباقنا الأول في 2004، بأنها «موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط».

اذهبوا للحلبة واستمتعوا بالسباق وكل شيء في «لؤلؤة الصحراء»، ونجاح جديد كبير بإذن الله مكتوب للبحرين الغالية اليوم.