بعد عدة جلسات لمجلس النواب اعتزلتها من مشاهداتي، قررت صدقاً أن أراجع آخر تطورات جدول أعمال جلسة النواب الثالثة عشرة لدور الانعقاد الأول، وبعد نضوب آخر كتاباتي الاقتصادية وجدت نفسي خالية الأفكار وخصوصا ونحن بعيدون على ما يبدو من التوافقات على الميزانية للعامين المقبلين، حيث يبدو الكلام عن هذا الموضوع جداً مبكراً.

بدأت مشاهداتي للجلسة، وأنا أراقب ما يدور حول مشروع مصانع التمور وانضمام البحرين للمجلس الدولي للتمور، ودمجها مع رؤيتي الاقتصادية لمشاريع المدن الخضراء، رغم أني كنت منتبهة جداً لتلخيص الوضع المعيشي الحالي من أجل رفاهية المواطن البحريني.

الحقيقة المرة أن استعراض المقترحات الكثيرة والشو الإعلامي مفرغ من مصلحة المواطن وتشتيت للمطالب المعيشية التي يمكننا أن نلخصها في بندين لنقفل دورة تشريعية ممتازة بتعريف الحد الأدنى للمعيشة والآخر إصلاحات جذرية لقوانين هيئة تنظيم سوق العمل النواة الأساسية لمشروع ماكنزي طيلة الـ18 سنة الماضية.

الأمر الآخر الذي لفت انتباهي الكاريزما الواضحة لشخصية معالي رئيس مجلس النواب أحمد المسلم خلال مداخلته في الجلسات، ولما يتمتع به من حنكة في إدارة المجلس بطريقة غاية في المهنية نافست مخضرمين، مثل النائب عبد النبي سلمان القادم لنا من دورة سابقة مع خبرة برلمانية تناهز 3 دورات تشريعية تنافس معالي رئيسة المجلس السابق، إذ يبدو أن برود أفعال المسلم وشخصيته الكاريزماتية سرقت الأضواء من جميع القياديين في مجلس النواب بصراحة، بالإضافة إلى قربه من نواب، حيث حضر بتواضع جميع افتتاحات مكاتب نواب وهي تعتبر سابقة لم نشهدها من رئيس قبل المسلم.

نحتاج شخصية مثل المسلم، يعرف إدارة الحوار وله الاستطاعة للدخول إلى الغرف المغلقة لجلب كثير من الاستحقاق لمجلس النواب كما حصل في دعوته الكريمة للمجلس الوطني الإماراتي إلى جانب دوره الكبير في استقطاب أكثر من 2000 شخصية في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي الذي تستضيفه البحرين حالياً، ما يجعل البحرين رائدة في العمل البرلماني عالمياً، مع تمنياتنا لأبو سلمان بالتوفيق والسداد في خدمة الوطن والمواطنين.

* سيدة أعمال ومحللة اقتصادية