مع الإعلان عن التقارب الدبلوماسي بين المملكة العربية السعودية وإيران أصبح السؤال الآن هل بالإمكان أن تعود العلاقات الدبلوماسية بين مملكة البحرين وإيران خاصة بعد إعلان إيران على لسان المتحدث باسم خارجيتها، خالد كنعاني، رغبتها في استئناف العلاقات مع البحرين.

وتكمن صعوبة الإجابة عن هذا السؤال في أمرين؛ الأول حجم الأذى الذي لحق بالبحرين جراء التدخلات الإيرانية المستمرة وأدّى إلى قطع العلاقات مع إيران في 2016، والثاني مدى إمكانية كفّ إيران يدها عن دعم بعض عناصرها في البحرين، خاصة أنّ طهران تمتلك سجلاً حافلاً بعلاقتها السيئة مع البحرين.

والنقطة الأخرى التي ينبغي التوقف عندها، هل فعلاً تريد إيران فتحَ صفحة جديدة مع دول الخليج العربي والخروج من عزلتها؟ وهل ستتلزم بعدم التدخل في شؤون الدول الخليجية؟ معلوم أن إيران تعتمد في سياستها على البراغماتية؛ ما يعني أنها قد توقف بعض ممارساتها لغاية تحقيق أهداف لا سيما بعد تضييق الخناق عليها في برنامجها النووي والوصول في المفاوضات إلى طريق شبه مسدودة.

هذا في ما يخص إيران، أما البحرين فإن سياستها تقوم دائماً على الالتزام بمبادئ حسن الجوار والسعي للسلام في المنطقة، وهو ما تم التأكيد عليه في أكثر من مناسبة، ما يعني أن يد البحرين ممدودة دائماً بالسلام. فالسياسة البحرينية ظلت طوال السنوات الماضية قائمة على ضرورة تجنيب المنطقة أي صراعات، والعمل على إنهاء الملفات العالقة بين الدول، وتفادي التوتر بالمنطقة.

وبناءً على المعطيات المتوفرة يتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تحركات لمعالجة الملف الخليجي الإيراني وإعادة العلاقات بين دول الخليج العربية وإيران وفق إطار يقوم على قواعد أبرزها كفّ إيران يدها عن المنطقة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدولنا الخليجية. ورغم صعوبة التكهن بقوة صمود هذا الاتفاق، إن انعقد، تبقى خطوة مهمة لضمان استقرار المنطقة في ظل الصراعات العالمية والمتغيرات المتسارعة التي تتطلب الحفاظ على استقرار المنطقة.