21 مارس يومٌ يتلازم به أكثر من مناسبة على القلب قريبة وللروح أثيرة. بدء فصل الربيع ويوم الأم وأيضاً اليوم العالمي لمتلازمة داون. وبالطبع فبعد معايدة الأم، فلا بد وأن أتوجه إلى أبنائنا من هذه الفئة التي فضلها الله عز وجل على كُثُر، وأقول لهم كل عام وأنتم نوارة بيوتكم وأسركم وعائلاتكم التي ترعاكم وتحبكم بما يرضي الله، وأنتم مصدر إلهام وأمل إلى فقط من ينظرون إليكم نظرة مكتملة غير دونية. لمن استوقفه مسمى «متلازمة داون» فسوف أفسر لك بالرغم من كوني أنا وأنت في العام 23 من الألفية الثالثة.

متلازمة داون هو الاسم العلمي لفئة الناس الذين كان يطلق عليهم بالأمس وللأسف حتى إلى يومنا هذا عند البعض بالمنغوليين، المَخُوليين، المعاقين أو المتخلفين وتختلف التسمية باختلاف اللهجات، والتي تصل أيضاً إلى اختلاف الفكر والمنطق والنظرة والتعامل من شخص إلى آخر. ولكن إذا نظرت من حولي فإنني الحمدلله أجد مجتمع البحرين على دراية بكيفية التعامل مع هذه الفئة من الناس وغيرهم من ذوي الهمم، وهنا أشدد أنهم فئة من الناس وليس بفئة منفصلة أو منعزلة عنهم كما يعتقد بعض الجهلاء. والأمر لا يجب أن يقف عند حد احتفالات ومهرجانات تقام يوماً في السنة وننسى ما يمكن إنجازه تجاه هؤلاء الأبناء وغيرهم طيلة أيام السنة.

وفي هذه المناسبة لابد من أن أوجه كامل شكري إلى جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، على أمره السامي بتخصيص «ساعتي راحة» إلى الأم العاملة والراعية لابن من ذوي الإعاقة.

وأعلم أنه يوجد مخصص شهري للأبناء من ذوي الإعاقة، ولكن حقيقة هذا المبلغ يمثل عُشراً صغيراً من كم الالتزامات الصحية والتعليمية والتدريبية والتأهيلية التي يتكبّد بها أولياء الأمور!! مناشدتي إلى المسؤولين بوضع الخطط والسياسات والقوانين لحماية هذا الإنسان الذي يمثل جزءاً لا يتجزأ من المجتمع. وكل عام وأمهاتنا وأبناؤنا بخير وسلام.