تلقت سياسة المساومة التي يتبعها الغرب مع نظام الملالي ضربتين، إحداهما من مجلس الشيوخ الأمريكي الذي عقد مؤتمراً لدعم الانتفاضة الشعبية التي تشهدها إيران، والأخرى من البرلمان البريطاني الذي أحيا عيد النوروز.

قال السيناتور الديمقراطي كوري بوكر في مؤتمر مجلس الشيوخ إنه سيفعل كل شيء لدعم الشعب الإيراني الذي يقاتل لإسقاط النظام الاستبدادي وتحقيق الحرية والديمقراطية، فيما أكد اليسناتور الجمهوري توم تيليس على حتمية التغيير في إيران عندما يرحل قادة الحكومة الحالية، واشادت السيناتور الديموقراطية جين شاهين ببرنامج النقاط العشر الذي طرحته الرئيسة المنتخبة من المقاومة مريم رجوي، ومضامينه المتعلقة بالمرأة والحرية والمساواة الكاملة في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية، وتوقف مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض الجنرال جيمس جونز عند نضالات مريم رجوي، التي كانت صامدة منذ عام 1981، وكان عملها الدؤوب ودعمها لإيران ديمقراطية «مصدر إلهام لنا جميعاً»، وشدد مستشار الأمن القومي السابق في البيت الأبيض جون بولتون على حق الشعب الإيراني في حكومة نابعة منه، مشيراً إلى أن هذه الحكومة أقرب من أي وقت مضى، داعياً لتأييد الشعب الإيراني بشكل كامل.

وفي فعالية النوروز في البرلمان البريطاني قال النائب ستيف مكابي إن الشعب الإيراني أظهر في هذه السنوات أنه يرفض الديكتاتورية بشكل كامل وبأي شكل، مشيراً إلى هتاف «الموت للظالم سواء كان الشاه أو خامنئي» الذي يتردد في التظاهرات الإيرانية، وأكدت آنا فيرث على مكانة المرأة في حركة المقاومة الإيرانية قائلة إن رجوي أظهرت لنساء إيران أنه بإمكانهن تحمل المسؤولية، وأشار عضو مجلس اللوردات البريطاني التون إلى عدم جدوى الاكتفاء بالحديث عن أهمية مساءلة النظام في إيران، مشدداً على ضرورة العمل على ضمان المساءلة وتحقيق العدالة للضحايا، وأكدت البارونة فيرما على ضرورة قيام الحكومة البريطانية بمحاسبة النظام الإيراني عندما يقوم بتعذيب وقتل شعبه، كما تضمنت الكلمات تأكيدات على ضرورة إدراج الحرس في قوائم الإرهاب.

شكلت الضربة التي تلقتها سياسة استرضاء ومهادنة الملالي المتبعة في الغرب انتصاراً للانتفاضة الإيرانية المستمرة منذ ستة أشهر، نجاحاً آخر لنضالات المقاومة التي تقدم البديل الديمقراطي لحكم الولي الفقيه، خطوة لتذليل ما اعتبرته رجوي عقبة تعترض مسيرة الحرية، وهزيمة لمحاولات تسويق خيار إعادة تأهيل حكم الشاه.