إذا كان الموت يمثل الحقيقة الوحيدة في هذه الحياة؛ فلا يمكن أن أتخيل حياتي دون «أماني»، شقيقتي التي غيبها الموت مبكراً، تاركاً في القلوب ألماً وانكساراً لا أتخيل أن يجبر سريعاً.

عندما أكتب عن «أماني»، تهرب مني الحروف وتتلعثم الكلمات، هل أكتب عن شقيقتي وتوأم روحي وقطعة من قلبي.. أم أكتب عن صديقتي التي تقاسمت معها الفرح والحزن والأسرار وكل أشيائنا الصغيرة.. هل أكتب عن طاقتها الإيجابية التي غيرت حياة كثيرين ومحبتها للخير والعطاء.

رغم إدراكها أن الموت على بُعد لحظات منها، إلا أنها أبت إلا أن تزرع الفرحة والابتسامة في كل من حولها وتبث طاقتها الإيجابية في الجميع، لحظاتها الأخيرة على ذلك السرير الأبيض كانت تشي بالألم الكثير من الصبر والاحتساب عند الله.

كنت ألمح في عينيها الذابلتين همس وصية على فلذة كبدها «مريم»، تلك الطفلة البريئة التي اكتسبت من أمها صفاء قلبها وجمال ضحكتها، ولكنها وقبل أيام من عيد الأم، أضحت بلا أم. على مدى سنوات كتب الله عليّ فقد كثير من الأحبة؛ الأب والخال.. وها أنا اليوم أفقد توأم الروح ونظر العين ورقة القلب ورفيقة الدرب.

ما أصعب الحياة دونك يا أماني.. وما أصعب العيش فيها دون الأماني.

رحمك الله.. وألهم جميع محبيك الصبر والسلوان.

أماني؛ أيتها الراحلة الباقية.. جفت الدموع ولم أوفيك حقك من الحزن والبكاء.. فمازال حبك وحنانك ورائحة عطرك تفوح، ولا تزال ابتسامتك الصافية مرتسمة في كل مكان كان لك فيه ذكرى.

أرقدي أيتها الغالية في رحاب الله.. أرحم الراحمين.

وختاماً.. لا أقول إلا ما يرضي ربي، مؤمنة مسلمة بأمره وقضائه، إنا لله وإنا إليه راجعون.

إضاءة

اللهم ارحم اختي أماني.. وعوضها عن كل ألم أصابها في الدنيا بالجنة.. اللهم اجعل المسك ترابها والحرير فراشها.. واجعل قبرها روضة من رياض الجنة.

اللهم عاملها بما أنت أهله، ولا تعاملها بما هي أهله.. اللهم اجزها عن الإحسان إحساناً وعن الإساءة عفواً وغفراناً.