« العطاء – العدل – الشراكة – الفخر» تلك الكلمات التي كانت تزين واجهات مسرح الاحتفال بيوم الشراكة المجتمعية والانتماء الوطني والذي أقيم مشكوراً بنادي ضباط الأمن العام بوزارة الداخلية والذي كان برعاية كريمة من معالي وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة.

ولو فكرنا في الرابط بين هذه الكلمات التي كانت في الواجهات ونحن نبدأ بقراءتها من اليمين لليسار والتي تعكس القيم الوطنية الرصينة لوجدنا أن الرابط بين كلمتي العطاء والعدل واللتين تزينان يمين واجهة المسرح والشراكة والفخر اللتين تزينان اليسار بأن العطاء مقرون بالعدل فعلاً فلا عطاء بدون عدل ولا عدل بدون عطاء فعندما يتحقق العدل يتحقق العطاء وعندما يكون هناك عطاء لابد أن يضبطه العدل، كما أن الشراكة المجتمعية إحدى أهم أعمدة بناء الانتماء الوطني وعند تحقيقها بالتأكيد يكون هناك الفخر بالانتماء والهوية، والعكس عندما نفخر بانتمائنا وهويتنا فإننا هنا نحقق ونترجم مفهوم الشراكة والانفتاح مع جميع أطياف ومكونات المجتمع المدني، وككل فإن جميع هذه الكلمات فعلاً، والتي تعد ترجمة للسلوك الوطني وواجهة الانتماء، مترابطة من حيث معانيها العميق، فالعطاء مقرون بالعدل والعدل يحقق العطاء والعطاء يحقق الشراكة والشراكة تجعلنا نستشعر الفخر ونعتز أمام العالم أجمع بأننا مجتمع مترابط متسامح يعتز بهويته ويتمسك بها.

إن ما ترجمته كلمة معالي وزير الداخلية بالحفل وهو يشدد على أن الهوية انتماء وإنجاز واعتزاز يعبر عن نفس التسلسل في ترجمة مفهوم الشراكة المجتمعية والانتماء الوطني من ناحية السلوك الوطني، فالانتماء هو أن تنتمي لبلدك ولهوية أرضك وثقافة وتاريخ وطنك، وعندما يكون هناك انتماء بالتأكيد سيكون هناك إنجاز لهذا الوطن والذي سيقترن بالتأكيد بالاعتزاز سواء بإنجازاتك لوطنك والتي هي جزء من المشهد الوطني العام أو إنجازات وطنك ككل وعلى كافة المستويات الإقليمية والدولية، وهو ما يوصلنا إلى مرحلة الولاء المطلق والتام، فالولاء لا يمكن أن يتحقق دون أن يستشعر المواطن هذه القيم الوطنية النبيلة والتي حجر الزاوية فيها الانتماء!

هناك تساؤل عميق طرحته كلمة معالي وزير الداخلية عندما كان يشدد على أهمية الالتزام بقواعد السلوك الوطني الرصين وأهمية تعليم الأجيال الناشئة هذه القيم عندما قال: هل نربي جيلاً يتخلى عن وطنيته؟ فالحرص يجب أن يكون متجهاً نحو توارث مفاهيمنا الوطنية وغرسها في نفوس الجيل الناشئ حتى تكون له هويته الوطنية الواضحة، فلا تكون هناك مسافة كبيرة بين مفاهيم ومبادئ الشراكة المجتمعية والتي أهمها الانتماء والعطاء وبين الولاء للأرض والقيادة والشعب، كما أن معالي الوزير أكد أهمية تحقيق الثقة الوطنية والحفاظ على موروثاتنا الوطنية الأصيلة فهي أمانة لدى أجيالنا البحرينية القادمة، وهنا معاليه يشير إلى أنه يجب تكون الرؤى الوطنية دائماً في هذا الاتجاه وأن السياسات الوطنية يجب أن تكون حريصة على الالتزام بهذه القواعد.

كذلك إن تدشين معالي وزير الداخلية للمنصة الوطنية لخبراء البحرين والتي طرحت كفكرة خلال احتفال العام الماضي وتحوي ثلاثة مسارات، الأول الجانب الفني والتقني، والثاني استمرار اللقاءات التشاورية لتطويرها، والثالث إعداد دليل استرشادي للمستفيدين من المنصة للاطلاع والتي تم فيها تسجيل عدد كبير من خبراء البحرين المعتمدين من خلال القطاعات المحلية وتعد بمثابة المرجع الوطني الهام للعقليات البحرينية المبدعة والتي لها بصمة مميزة في المجالات التنموية الرائدة وهي مفخرة لنا بالتأكيد في ظل التوجه العالمي العام نحو التعامل الرقمي والإلكتروني، إننا في مملكة البحرين نضع لبنة الأساس لتوثيق القدرات والإمكانيات والخبرات التي يمتلكها شعب البحرين أمام العالم والمتواجدين في الفضاء الإلكتروني.

ختاماً، معالي وزير الداخلية وجه كلمة شكر لكل مواطن ساهم في خدمة الأمن، مشدداً على أن المواطنين هم رصيدنا الأمني والقاعدة الوطنية الأساسية للأمن المجتمعي وهي رسالة تقدير ومحبة للمواطنين بأن أعمالهم ومواقفهم الوطنية في خدمة ودعم الأمن المجتمعي ساهمت في تحقيق الشراكة المجتمعية.