هل سيؤدي رفع الفائدة إلى مزيد من الانهيار للبنوك الأمريكية أو الأوروبية كما حدث مع سيلكون فالي وكريدي سويس؟! كلها أسئلة ومخاوف تدور في عقول كبار المستثمرين في الوطن العربي وصغاره فرفع الفائدة من المركزي الأمريكي يتبعه حتماً رفع الفائدة في البنوك المركزية الأخرى، مما يثقل كاهل الباحثين عن قروض وخصوصاً المستهلكين، وأيضاً يتسبب في تحول الأموال إلى المحافظ المالية التي تبحث عن الربح المضمون دون عناء فتقل القوى الشرائية ويتراجع الاستهلاك والاستثمار مما يسبب ركوداً.

إن مخاوف تكرار سيناريو 2008 مازالت قائمة رغم تعهد البنوك المركزية الغربية بدعم الودائع، فيكفي أن نعلم أن العرب يمتلكون 20% من أسهم بنك «كريدي سويس» الذي يدير محفظة مالية بقيمة 1.5 تريليون دولار أي أن العرب لهم 300 مليار دولار في بنك واحد، وتم الاستحواذ عليه قصراً من بنك يو اس بي السويسري لكبح جماح انهياره، فهل لو تم استثمار هذه الأموال في بناء مصانع ومزارع في وطننا العربي ألم يكن هذا أكثر أماناً وأفضل فائدة؟ وهذا بنك واحد فقط.

النصيحة التي نرددها دائماً ولا نعمل بها أن فك الارتباط مع الاقتصاد الغربي عامة والأمريكي خاصة هو أفضل حالاً للأمة العربية، فاستثمار هذه الأموال في البلدان العربية سيخلق الآلاف من فرص العمل ويجنبنا التأثر بالمغامرات الغربية والحسابات المعقدة التي تؤذينا من حين لآخر.

إن الأزمات القائمة سواء (الروسية - الأوكرانية) أو أزمة المناخ أو الصراع الأمريكي الصيني.. كلها مؤشرات لوجوب فض الارتباط مع الآخرين بوتيرة أسرع، وتوجيه الاستثمارات العربية نحو الداخل العربي بمشاريع تنموية حقيقية.

إن العالم يواجه أزمة في الإنتاج الزراعي فلماذا لا نستثمر فيما نملكه من أراضٍ زراعية داخل وطننا العربي، ونبني المصانع التي تساعدنا على الاعتماد بشكل أكبر على عقول وسواعد أبنائنا، فالعرب لم يبخلوا على الغرب بالعلم وهو يحجبون عنا بعض الأسرار التكنولوجية.

لقد حان الوقت لخطوات عملية من أجل مستقبل أفضل للعرب، فلم يكن العرب أبداً سبباً في دمار أو مشاكل كونية كالتي تأتينا من الغرب، وحتى لا تتبخر أموالنا نتاج مشاكل مالية ليس لنا ناقة ولا جمل بها يجب أن تظل أموال العرب في بلاد العرب.