الواقع والمفروض يقول إن شهر رمضان هو شهر «عبادة»، ولا يمكن مقارنته بأمور أخرى لا من ناحية ثقافية أو اجتماعية. فأي فعالية أو مناسبة أو حدث هو إضافة على موسم مخصص للعبادة.

على مستوى الترفيه والإعلام لا أعلم السبب الحقيقي لجعل الإنتاج الترفيهي مقروناً بشهر رمضان، لا أعلم لماذا تتسابق التلفزيونات ومؤسسات الإنتاج لتقديم أفضل أعمالها في هذا الشهر، رغم أن أغلب الأعمال لا علاقة لها بالدين ولا حتى بأمور تاريخية.

وبعيداً عن المسلسلات والبرامج التي غزت شهر رمضان، نستوقف قليلاً لبعض الظواهر والأحداث التي ابتدعت في هذا الشهر، على سبيل المثال ظاهرة أو عادة الخيام الرمضانية والتي قد تكون قلت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة إلا أنها كانت حاضرة بقوة في قبل سنوات ولا تزال فكرتها قائمة لولا الجائحة، هذه الخيام لو كانت مخصصة للتفاكر وتدارس أمور الدين والدنيا فأهلاً بها، إلا أن الواقع أنها خيام ترفيهية تجمع مسابقات «البتة» الورق والكيرم! الأمر كله ترفيه.

وكما هو متداول مؤخراً الصرعة الجديدة مع شهر رمضان بالنسبة للشباب، خروج جماعي بالدراجات النارية، وكمْ كنت أتمنى أن هذه الفعالية كانت منظمة أو لها نوايا إيجابية، فكل ما في الأمر أنهم مجموعة من المشاغبين على الدراجات لا تحمل أي دلالات يغزون الشوارع والأسواق والأحياء السكنية فقط من أجل إثارة الفوضى!

لا أعلم ما هو هذا الإحساس الذي ينتاب هؤلاء؟ أين المتعة في إثارة الفوضى ومخالفة القوانين وإرعاب الناس! ولماذا هم وغيرهم يربطون مفهوم المناسبات بالانفلات الأمني، فبمجرد وجود حدث اجتماعي على مستوى البلاد تظهر عشرات الشخصيات التي تستغل المناسبة فقط لتجاوز النظام، إغلاق الطرقات، عمل مسيرات، صعود على المركبات، وغيرها كثير من الأمور التي تحدث فقط في المناسبات وتحت مشهد ومسمع الجميع.

شخصياً لست ضد الترفيه والاستمتاع بأي مناسبة إلا أنني فقط أنشد أن نتعامل جميعنا أولاً بمبدأ الأخلاق والتحضر، ثم وضع النظام والقانون محل تقدير واحترام وليكونا سبباً في استمرار سعادتنا وأمننا.

هذا ومن ناحية أخرى لابد من أن نقدر ونعطي كل مناسبة حقها وتقديرها الحقيقي، فلا يجب أن تصبح المناسبات فرصة لإخراج أسوأ ما فينا، ولا أن نربط مفهوم الترفيه بالفوضى، ونستمتع برمضان وغيره من المناسبات بأرقى الأشكال.