هي في السياسات الدولية وعند البعض عادات سنوية وموسمية، بينما عندنا هنا في البحرين ليست مرتبطة بموسم أو مناسبة أو أي شيء آخر، بل هو لقاء دائم ومستمر يجمع القائد بشعبه وأهل وطنه، يلقاهم ليحييهم، ويسمع منهم ويسمعون منه، يلتقي بهم لقاء تذوب داخله كافة الرسميات والحواجز، فمليكنا حفظه الله هو أحرص على الالتقاء الدائم بالمواطنين، وتعلو محياه الابتسامة التي لاتفارقه عند السلام وعند التحية ووسط اللقاء، عند لقائه يشعرك بأنه هو المشتاق، وهو الذي يتمنى هذا اللقاء، وعندها تدرك أنك أمام ملك محب وذي قلب كبير، يصافحك مصافحة الأب لأبنائه، والمحب لأحبائه.

إنها ليست مقدمة لحدث استثنائي، أو ظاهرة جديدة، بل هي أحرف يصوغها المواطنون في جمل مختلفة من إنشائهم بعد كل لقاء يجمعهم بقائدهم، لقاء يتجدد فيه الولاء وتفيض من خلاله مشاعر الحب والانتماء، مشاعر الفخر والعزة بأنك تنتمي لوطن كالبحرين وبمليك كالقائد حمد، يحمل بداخله مشاعر تظهر من النظرة والمصافحة والحديث الودي، وما شهر رمضان المبارك إلا متمم لتلك اللقاءات الدورية التي تجمع القائد بالمواطن، فمع بداية الشهر الفضيل لا تكاد تمر أمسية دون أن يلتقي بها جلالته بعدد من المواطنين وكذلك الجهات الرسمية حتى شملت تلك اللقاءات أعضاء السلك الدبلوماسي من سفراء وممثلي الدول الشقيقة والصديقة بالبحرين.

المتابع لأخبار الوطن يرى مدى العلاقة الحميمة التي تجمع القيادة بالمواطن، ويرى كم الزيارات اليومية واللقاءات المباشرة والأحادث المطولة بين الجميع وفي جميع الجوانب، فزيارات سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للمجالس الأهلية والالتقاء بالمواطنين هو الهدف الأول، وإحياء العادات والتقاليد والموروثات هي عاداتنا التي لازلنا متمسكين بها ونحملها جيلاً بعد جيل، لنحكي عن علاقة محفورة في الأعماق منذ عهد أحمد الفاتح إلى يومنا هذا.

البحرين لطالما كانت ولازالت أنموذجاً في العلاقة الفريدة من نوعها بين القائد والمواطن، كما هي أنموذج في علاقاتنا بين بعضنا البعض كأهالي، نحمل في داخلنا تلك المشاعر الحميمية التي زرعت في جدران أحيائنا القديمة، وبوسط فرجاننا التراثية، نقلناها معنا ومع قادتنا إلى الزمن الحالي، حتى ونحن في غمرة الحداثة نتمسك بعاداتنا وتقاليدنا.

مبارك على قيادتنا وعلى أهالينا هذا الشهر الفضيل، وجعل لقاءاتنا مستمرة في ظل عهد التنمية والتطور، عهد مليكنا بوسلمان وولي عهده بوعيسى.