في احتفال كبير أقيم مؤخراً بنادي الحد الرياضي والثقافي بمناسبة تدشين كتاب الحكم البحريني والقاري والدولي جاسم عبد الرحمن مندي والذي عنوانه «جاسم مندي سفير التحكيم البحريني» والذي تم فيه توزيع هذا الكتاب القيّم وحصلت على نسخة منه أهداني إياها جاسم مندي بنفسه.. هذا الكتاب يعتبر مرجعاً هاماً للمسيرة الطويلة التي قضاها الحكم جاسم مندي منذ صباه وحتى تقاعده. وجاسم عبد الرحمن محمد علي مندي من مواليد مدينة المحرق على يد القابلة الشهيرة «أم جان» سنة 1944 ميلادية، وترتيبه الثالث في عائلة مكونة من 5 أبناء وبنات، وهو متزوج من مريم محمد عبدالله مجيران منذ عام 1968، وله من الأبناء والبنات ثلاثة: الدكتورة فريال والدكتورة أمل وعبد الرحمن الذي يحمل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال.

وهو من خريجي مدرسة المنامة الثانوية للبنين قسم المعلمين في العام 1964، عمل كمدرس للتربية الرياضية في مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة وعمل بعد ذلك في الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية حيث تدرج حتى وصل إلى منصب مدير مساعد للشؤون الإدارية حتى تقاعده عام 2006. كان حكماً لكرة القدم خلال مسيرة استمرت لمدة 20 عاماً بين عامي 1970 و1990، كان خلالها حكماً دولياً بين عامي 1979 و1990 وتوجت مسيرته بالمشاركة في كأس العالم للشباب بروسيا 1985 وأولمبياد سيؤل عام 1988 وكأس العالم 1990 بإيطاليا وعضواً في لجنة الحكام الدولية لكرة القدم 2011-2012.

وشارك جاسم مندي في الدورة الرياضية العربية المدرسية في دولة الكويت عام 1963، وفي عام 1964 عين مدرساً للتربية الرياضية بمدرسة عبد الرحمن الداخل الابتدائية حتى عام 1968.

يقول جاسم مندي بأنه على الرغم من أنه اشتهر خلال مسيرته التحكيمية كحكم في كرة القدم، إلا أن بداياته التحكيمية تضمنت التحكيم في مختلف الرياضات في دوري المدارس ومنها كرة السلة والطائرة والقدم وحتى كرة الطاولة.. ولأنه أبدى اهتماماً في تحكيم كرة القدم فكانت بداياته خلال دورة كأس الخليج الأولى عام 1970 والتي أقيمت في البحرين حيث أراد الاتحاد البحريني لكرة القدم الاستفادة من وجود حكام عرب دوليين.

وبعد حصوله على أولى شهاداته التحكيمية في كرة القدم قام الأستاذ سيف جبر المسلم عام 1972 بإرساله عن طريق وزارة التربية والتعليم إلى معهد الخالدية بالكويت وذلك لإتمام دورة إعدادية لحكام كرة السلة. ويوضح الحكم الدولي جاسم مندي بأنه عندما ذهب إلى دولة الإمارات وجد فرصة عظيمة في تحكيم مباراة فريق النصر الإماراتي مع فريق سانتوس البرازيلي الذي كان يلعب فيه اللاعب الدولي بيليه الفائز بكأس العالم مع البرازيل في ثلاث بطولات.

وخلال موسم 1978-1979 تم إبلاغه من قبل الاتحاد البحريني لكرة القدم أنه قد تم ترشيحه للقائمة الدولية ليصبح حكماً دولياً، وكان هذا الخبر من أسعد الأخبار في حياته وبالفعل أصبح حكماً دولياً معتمداً من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا».

أما أهم عقد في حياته فيقول جاسم مندي «إن الفترة من عام 1980 وحتى اعتزالي التحكيم 1990 هي أهم فترة في حياتي حيث قضيت تلك السنوات العشر مسافراً إلى معظم الدول العربية وقارة آسيا وأوروبا حيث حكمت 42 مباراة دولية كحكم ساحة بالإضافة إلى رقم مماثل كحكم مساعد حيث كان مسموحاً آنذاك بالجمع بين الاثنتين بعكس النظام الحالي الذي لا يسمح بذلك». هذا غيض من فيض من سيرة الحكم البحريني والقاري والدولي جاسم عبدالرحمن مندي.. وشكراً له مرة أخرى على إهدائي كتابه الرائع.