شهر رمضان شهر الكرم والخيرات، إذ تمتد أيادي الناس بالعطاء، وقد يكون هذا العطاء في صورة زكاة أو في صورة صدقات، أو في صورة هدايا، وسنعالج اليوم موضوع الهدايا والعطايا الرمضانية، والتي يتبادلها الأهل والأصدقاء والجيران، وقد تحولت هذه الهدايا إلى عرف بين الناس، فمنذ بداية شهر رمضان تبدأ سلسلة الهدايا والعطايا، فقبيل شهر رمضان أو بدايته يتبادل الناس هدية رمضان أو ما يسمى بـ«بنقصة رمضان»، وهي عبارة عن هدية مكونة من الأشياء التي تستخدم في رمضان كالطحين بأنواعه، والمكسرات، والفواكه المجففة والعطورات، وأحياناً الأواني الرمضانية أو غيرها من الأشياء التي تستخدم في رمضان وتغلف تغليفاً جميلاً مستخدمين الأقمشة الشعبية التي تبرز الهوية البحرينية، مع الإكسسوارات الشعبية كالفوانيس، وتوزع كل أسرة عدداً كبيراً من هذه الهدايا بين الأقارب والجيران والأصدقاء، وفي منصف شهر رمضان توزع هدايا أخرى على أطفال الأهل والجيران والأقارب وهي المكسرات والحلويات وتقدم في علب أو حقائب صغيرة أو غيرها وهي ما تسمى بـ«القرقاعون»، وتنتهي سلسلة العطايا بهدايا العيد والعيادي، ومن العطايا التي يتبادلها الناس هي الأطباق الرمضانية التي يتم تبادلها قبل الإفطار، بالإضافة إلى تبادل العطايا أثناء التجمعات العائلية لتناول الإفطار الجماعي، والغبقات الرمضانية، وبالطبع عندما تدعى الأسرة لتناول وجبة رمضانية لابد وأن تقدم للأسرة التي دعتها إما هدية أو طبقاً من المأكولات الرمضانية.

كل هذا يأتي من باب تعزيز الروابط الاجتماعية فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تهادوا تحابوا»، كما أن مثل هذه الهدايا تعطي أجواء رمضانية جميلة وتزرع الذكريات الرمضانية الجميلة في نفوس الأطفال والكبار، ولكن علينا بالاعتدال في الإنفاق على شراء هذه الهدايا، وتقديم هدايا يمكن الاستفادة منها، فنبتعد عن التنافس والمبالغات والتباهي بارتفاع قيمة هذه الهدايا، فقد قال الله تعالى في سورة «الإسراء»، «الآية: 29»، «ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنق ولا تبسطها كل البسط». فالمبالغة في بسط اليد بالعطاء يرهق ميزانية الأسرة ويوقع الضرر على الأسرة وهذا يتنافى مع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «لا ضرر ولا ضرار»، فلنغير من عاداتنا ولنجعل الهدايا رمزية لنحقق التواصل والمحبة دون إسراف، وليكن طموحنا وقف الإسراف في الهدايا.. ودمتم أبناء قومي سالمين.