أثارت رغد صدام حسين، ابنة الرئيس العراقي الراحل الجدل، بعد ظهورها على قناة تلفزيونية، تتحدث عن رغبتها بالعودة إلى العراق، وأن يكون لها دور في المشهد السياسي المقبل، وأن عودتها ستكون مصحوبة بجثمان والدها الذي سيحظى بجنازة عسكرية، بحسب ما قالت.

التصريح جاء بمناسبة مرور 20 عاماً على دخول القوات الأمريكية إلى بغداد، تزامن بعدها خطوات من الحكومة العراقية، منها إلغاء هيئة المساءلة التي كانت مختصة بمصادرة ممتلكات كل من انتمى إلى حزب البعث، وإعادة ممتلكاتهم وغيرها، وهي قرارات تم إعلانها على خجل، رغم الاتفاق عليها مسبقاً خلال مفاوضات تشكيل الحكومة العام الماضي.

ولكن السؤال الأهم، هل لحزب البعث، والأنظمة التي حكمت منذ فترة مكان في المشهد السياسي الحالي والمستقبلي للعراق؟

الحكومات المتعاقبة على العراق منذ 20 عاماً وحتى الآن، لم تلتفت معظمها إلى مسألة الخدمات والتوظيف وغيرها من المسائل اليومية الحياتية للمواطن العراقي البسيط، وعانت من الفساد المستشري، ومن الطائفية، والتدخلات الإقليمية، فضلاً عن الميليشيات المسلحة وداعش وغيرها المئات من المشاكل المتعاقبة، والتي لم يجد معظمها سبيلاً إلى الحل.

والأهم مما عاناه العراق، والشعب العراقي خلال الفترة الماضية، هو انعدام الأمن والاستقرار، والقتل على الهوية.. صحيح أن الوضع الحالي يشهد هدوءاً نأمل أن يستمر، ولكنه يبقى هدوءاً غير ثابت وأركانه ليست مستقرة تماماً.

في العراق، هناك صرخات بأن النظام العراقي السابق أسس دولة وأنه كان أفضل من ناحية الأمن والخدمات، رغم كل ما مرت به هذه الدولة من حروب خارجية مع إيران، واحتلال لدولة الكويت الشقيقة قلب الموازين في المنطقة، ولكن هل سيتقبل الشعب العراقي عودة النظام البعثي؟ لا أحد يعلم سوى هذا الشعب العظيم.

حقيقة أن هذا السؤال ليس الوحيد الذي يطرح في هذا الموضع، فهناك تساؤلات كثيرة من بينها، هل سيعود النظام -إن عاد- بنفس الفكر السابق، والتوجهات السابقة؟ وهل سيلاقي الدعم والقبول من دول المنطقة؟ لا أعتقد. وعلى أي أساس سيعود؟ هل سيكون من خلال انقلاب عسكري أم دخول إلى العملية السياسية التي أعلنوا عن رفضها طوال 20 عاماً؟

ومن هي الوجوه التي ستقود المشهد إن عاد الحزب إلى سدة الحكم؟ وما هي أبرز توجهاته وملفاته التي سيقدمها في الداخل والخارج؟ وبكل بساطة لا أعتقد أن البعث سيعود ولا أتمنى عودة الحزب المسؤول الأول عن أهم ملف عربي بالنسبة لي، ملف لن نتسامح معه كشعوب عربية فغزو الكويت جعل البعث يتربع على عرش أكبر خيانة في تاريخ العالم العربي، غزو دولة عربية لدولة جارة.

شخصياً، كل ما أتمناه، هو أن يعيش الشعب العراقي بأمن واستقرار وسلام، وأن يكون من يحكمهم يمثلهم فعلاً، وأن يعود العراق للحاق بركب التنمية والاستقرار، ويكون مستقلاً بذاته بعيداً عن أي تدخل من القوى الخارجية، ويكون كما كان سابقاً، منارة للتقدم والحضارة والعلم. ولا يعني أن الحل هو استبدال ميليشيا الحشد الشعبي بالبعث فهو الحل الأخطر فصراع الشياطين لن يخدم الشعب العراقي.