ما الذي يعني مشروع السعودية الخضراء ومشروع الشرق الأوسط الأخضر بالنسبة لنا والذي يأتي ضمن رؤية السعودية 2030؟ بالتأكيد أن ما أعلنه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه عن إطلاق 60 برنامجاً ومشروعاً لتحقيق الأهداف الشاملة لهذه المبادرة بقيمة تصل لأكثر من 700 مليار ريال سعودي في مرحلته الأولى يعكس استراتيجية المملكة العربية السعودية في الاتجاه نحو تحقيق نمو ما يسمى بـ«الاقتصاد الأخضر» الذي أطلقته الأمم المتحدة كمفهوم للتنمية المستدامة.

فإذا ما جئنا لتفاصيل مشروع السعودية الخضراء سنجد أن هناك تخطيطاً لزراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة أي إعادة تأهيل حوالي 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهور وزيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفاً مما يمثل مساهمة المملكة بأكثر من 4% في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية و1% من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة إلى جانب رفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30% من مساحة أراضيها التي تقدر بـ(600) ألف كيلومتر مربع لتتجاوز المستهدف العالمي الحالي بحماية 17% من أراضي كل دولة ، وكلها أرقام ضخمة وفلكية حقيقية تعكس همة القيادة السعودية في تحقيق ما يخدم الأمن البيئي على مستوى إقليمي وعالمي.

أما مشروع الشرق الأوسط الأخضر فسيقوم على زراعة 40 مليار شجرة إضافية في الشرق الأوسط مما يعني البرنامج الذي يهدف لزراعة 50 مليار شجرة كمجموع كلي ما بين الداخل السعودي والشرق الأوسط يعتبر أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم وهو هنا سيحقق أحد الأهداف العالمية فيما يخص الزراعة عن طريق استعادة مساحة تعادل 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة مما يمثل 5% من الهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة ويحقق تخفيضاً بنسبة 2.5% من معدلات الكربون العالمية.

ولا ننسى أنه قبل تدشين هذين المشروعين التنمويين الرائدين كان سمو ولي العهد قد قام بإجراء اتصالات لعدد من رؤساء وملوك وأمراء الدول الخليجية والعربية وقد لاقت هذه المبادرات تفاعلاً إقليمياً ودولياً وترحيباً كبيراً كونها تتبنى قيادة جزء من المشهد الدولي أمام تحدي التغيير المناخي الذي يهدد مستقبل الحياة على كوكب الأرض.

فقد رحب جلالة ملك مملكة البحرين المعظم خلال اتصال تم بين سمو ولي العهد في مارس 2021 بهذا المشروع الإقليمي الضخم وأكد دعم مملكة البحرين الكامل له واستعداد مملكة البحرين لدعم كافة الجهود لتحقيق أهدافه التنموية الرائدة على مستوى الشرق الأوسط فبالتأكيد أن مملكة البحرين مع الحفاظ على البيئة البحرية بالذات الساحلية وزيادة نسبة المحميات الطبيعية لكون هذا المشروع التنموي يخدم جغرافية مملكة البحرين كجزيرة كما شارك سمو ولي العهد البحريني صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه نيابة عن جلالة الملك المعظم في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي عقدت في أكتوبر 2021 مشدداً خلال كلمته في ذلك المحفل الهام أن السعودية تعتبر البيت الجامع لكل ما فيه خير للإنسانية وتقدمها وتحقيق رؤية عالمية مشتركة للحفاظ على البيئة ومواجهة التغير المناخي.

كما رحب رئيس البرلمان العربي عضو مجلس الشورى البحريني عادل العسومي بجهود السعودية في الحفاظ على التوازن البيئي من خلال أضخم برنامج تشجير في العالم في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالوضع البيئي في المنطقة والعالم فمملكة البحرين ترى أن هذه المبادرة سوف تستنهض بالقطاع الزراعي في منطقة الخليج العربي وستستهدف الحفاظ على البيئة والترويج لثقافة تحسين جودة الحياة فهي تتلاقى مع رؤية البحرين ٢٠٣٠ ومشروع فريق البحرين بالذات في مسائل التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة الخضراء في مملكة البحرين المعروفة قديماً بأنها بلد المليون نخلة.