أضحت وسائل التواصل الاجتماعي شئنا أم أبينا جزءاً إن لم تكن هي الحياة التي نعيشها يومياً ولها ارتباط بل إدمان في حقيقة الأمر لما لها من تأثير ودور مهم كمصدر للأخبار والمعلومات بشكل سريع وسهل من خلال الهواتف الذكية التي بين أيدينا، كما أنها أداة لتبادل الأفكار والصور والفيديوهات بين الأهل والأصدقاء في أي وقت ومن أي مكان حتى لو كانوا بعيدين جغرافياً عن بعضهم البعض مما يجعل العالم أكثر ارتباطاً وتواصلاً، كما أنها تعطي مساحة للجميع في التعبير عن آرائهم والمشاركة في الحوارات العامة مما يساهم في تعزيز الديمقراطية والمشاركة المجتمعية، وبالتالي فإن وسائل التواصل الاجتماعي هي الثورة المعلوماتية والتكنولوجية التي تعتبر من أهم الابتكارات التي ظهرت في العصر الحديث.

ولأهمية وسائل التواصل الاجتماعي التي يمتد تأثيرها أيضاً على العديد من المجالات من أبرزها التسويق الرقمي والترويج لأي منتجات أو خدمات والوصول إلى المستهلكين والعملاء دون أي عناء، كما أن التأثير هذا يصل إلى التعليم باستخدام المدرسين لهذه الوسائل لتوفير بيئة تعليمية تفاعلية وشيقة للطلاب، ولنا في البحرين تجربة فريدة من نوعها أثناء جائحة كورونا بمواصلتها للعملية التعليمية في الدراسة عن بُعد والتي نجحت بكل المقاييس وكانت بلادنا نموذجاً يحتذى به، كما أن البحرين ووفقاً للنتائج التي نشرتها منصة «داتا ريبورتال» احتلت المركز الثاني بعد دولة الإمارات العربية الشقيقة وجاءت دولة قطر في المرتبة الثالثة بعدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي مقابل عدد السكان، وهذا يدل على أن وسائل التواصل الاجتماعي تنتشر بشكل كبير في منطقة الخليج والشرق الأوسط مقارنة بالدول الأخرى. ومع ذلك وإن كان لوسائل التواصل الاجتماعي إيجابيات كثيرة وتأثير مهم ذكرنا القليل منها إلا أن لها أيضاً بعض الآثار السلبية، مثل الإدمان والتأثير على الصحة النفسية والخصوصية، لذلك يجب توخي الحذر عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وعدم المشاركة بالمعلومات الشخصية والحفاظ على الخصوصية وتجنب التشهير والتجريح والشتم في حق الآخرين وهذا ما نراه في بعض الحسابات التي تسعى لابتزاز المشاهير مثلاً للتكسب وغيرها، وبشكل عام يمكن القول إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية وتؤثر بشكل كبير على العديد من المجالات في حياتنا ولذلك يجب استخدامها بشكل مسؤول وتوخي الحذر في التفاعل معها، وأن تكون وسيلة للتواصل في الخير ونشر المعلومة التي يستفيد منها الناس وليس العكس.

همسة

لأهمية وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي تؤكد الإحصائيات بأنه يوجد الآن أكثر من 76 مليار مستخدم حول العالم، أي ما يقل قليلاً عن 60% من إجمالي سكان العالم، كما أظهرت البيانات أن الإنفاق العالمي على إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي قد تضاعف أكثر من الضعف منذ تفشي فيروس كورونا، ليصل إلى 226 مليار دولار أمريكي في عام 2022.