- يتفاوت سقف الطموح في هذه الحياة من شخص إلى آخر، فتجد أن هناك من يقبل بالمستوى الذي يصل إليه دون سعي إلى الارتقاء والتجديد، بل لا يقبل أن يتغير من تلك المساحة التي يعمل فيها منذ سنوات طويلة بحجة «مكان مريح». وهناك من يسعى لأن يكون أنموذجاً فريداً في العطاء والتغيير، فتجد أن طموحه يتعدى تلك المساحة الضيقة ليشمل مساحات أوسع ومراتب أكبر من تلك التي وصل إليها. فتجده يبذل كل ما في وسعه ليكون الأثر الذي يحتذى به. في الحالة الأولى تجد أنه من الصعوبة بمكان أن تحجر على نفسك في مساحة ضيقة ولا تجدد عملك اليومي بعمل آخر تضيف فيه الجديد أو يضيف إليك الجديد، فالإنسان يحجر على نفسه بروتيناً قاتلاً ولا يعطي أي انطباع للآخرين وللمسؤولين بأنه يقبل التغيير وقادر على العطاء في مساحات أخرى. أما الثانية فلا تعتقد أن التطوير والارتقاء العلمي يعد كافياً لكي تحقق الآمال وتتقدم فيما تريد، بل الأهم في إطار ما نعايشه اليوم، أن تكون لديك المهارات الكافية والشخصية المتزنة والصفات القيادية اللامعة لكي تقنع الآخرين بقدراتك. الصورة الذهنية التي يجب أن يعيها الجميع اليوم، أن الأثر الحقيقي اليوم إنما يكمن بصدقك توجهاتك وإنجازك ومبادراتك وقيمك التي تؤمن بها والتي تتوافق مع المحيط الذي تعمل به، بمعنى آخر أن تكون القيمة الحقيقية المضافة في العمل، فلا يكفي إطلاقاً أن تتفلسف «بشهادتك» في المقابل لا تملك المقومات الأساسية للنجاح وللتغيير. دعك من فلسفات الحياة واعرف قيمتك الحقيقية وكيف تصل إلى ذلك «الطموح» مقابل العديد من التنازلات التي ستغير من إطار حياتك وإنجازاتك. واسع دائماً لكي تتعلم مهارات جديدة تميزك عن الغير، وتضيف إليك «عمراً حقيقياً مُنتجاً في الحياة».

- بعد انقضاء شهر رمضان حان الوقت للتغيير الإيماني الحقيقي الذي ينبغي أن يكون في مقدمة أولوياتنا، فهو المنقذ من توافه الحياة وهوامشها. الزاد الإيماني الذي تشربناه في رمضان، يجب أن لا يكون أثره وقتياً، لأنه الزاد المؤثر الذي يغير أيام حياتنا القادمة، ويعطينا القوّة لنكون ذلك الأثر الحقيقي في الحياة. الحذر كل الحذر من التراجع والفتور، فهو داء عضال يفتك بسياج النفوس الإيماني. تذكر دائماً بأن الحياة قصيرة وتحتاج لإعداد العدة للغد القريب، وتفكر في مآل كل من رحل قبلنا، ويرحل بين الفينة والأخرى. تذكر دائماً.. عليك أن لا تتراجع.

- هناك العديد من الرغبات الدنيوية والأهم منها رغبات الآخرة الباقية والتي يأمل المؤمن أن يحصدها، لذا فإن الطريق الصحيح بالحرص أشد الحرص على التلذذ والإلحاح بالدعاء وسؤال المولى القدير الحاجات. يقول التابعي عطاء بن رباح رحمه الله: «متى أطلق الله لسانك بالدعاء فاعلم أنه يريد أن يُعطيك ما تشاء مهما عظُم مُرادك وعظُم مطلبك».

- أهم ما يميز استمرارية تقديم بعض البرامج والمشروعات ذات الأثر الجميل، هو إيمان أصحابها على قدرتهم على صنع الأثر والفارق المؤثر، وعدم تسويفهم للقرارات وتنفيذ مجمل الأفكار، وحبهم للعطاء الآني والإنجاز المتألق. فترى لحظاتهم كلها تفكيراً في الإنجاز والعطاء وصنع الأثر، والذي لا تجده مجرد مماطلات في الأحلام السادرة، بل واقع حي في أرض العطاء والتأثير، فأفكارهم ممتدة الأثر طيلة أيام حياتهم. هم كذلك يعملون من أجل أن تزيد مساحات تأثيرهم، وتزيد مشروعاتهم المؤثرة التي ستتكلم عنها الأجيال.

-صص اصنع سعادتك بنفسك ولا تنتظر أن يصنعها لك غيرك، فكن المتألق دائماً في كل مقامات الحياة، وحرر نفسك من المعتقدات السلبية، واجعل «الفرح» هدفك الأسمى في كل مساعيك الخيّرة، ولا تكن حبيس الأدراج الحياتية التي تُنسيك من أنت، وستكون أيضاً في أنظار الآخرين «نسياً منسياً».

ومضة أمل:

اللهم إنا نسألك حُبك وحُب من يُحبك وحُب عمل يُقربنا إلى حبك.